للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرجل: لُثِغَ واحتبس لسانه " (هذا الاحتباس انقطاع لما يُتوقَّع صدوره من المتكلم يوحي بفراغ جوفه كأنه ليس عنده (في جوفه) كلام، ومن "الهوهاة- بالفتح: البئر التي لا مُتعلَّقَ بها، ولا مواضع فيها لرِجْل نازلها لبعد جَالَيْها، (= جوانبها من الداخل) (كأنها جُبٌّ لا قاع له، فهذا فراغ كامل). وهذا المعنى يلتقي مع الشعور بتكون صوت الهاء بإخراج هواء الرئتين دفعة كبيرة إلى الخارج بلا عائق؛ إذ يكون مجرى الهواء متسعًا ونُحِسُّ بإفراغ الهواء من الجوف بقوة.

والواو: تعبِّر عن اشتمال واحتواء. وذلك أخذًا من "الواو "وهو اسم للبعير الفالج، وهو ذو السنامين (١). ولما كانت الإبل المعتادة المتعارَفة عند العرب ذات سنام واحد، فإن ذا السنامين يُعَدُّ جامعًا ومشتملا على أكثر من غيره. وهذا يتفق مع المعنى الاستعمالي للواو الذي استخلصناه من استعمالها حيثما وقعت، كما سيتضح في المعالجات التفصيلية. وهذا المعنى يلتقي مع تكوُّن الواو باستدارة الشفتين (مع ارتفاع في أقصى اللسان). والمستدير يضم ويشمل ما يحيط به. ومعنى الشمول والضم في الواو هو الذي عَبَّر عنه النحاة بالعطف؛ لأن العطف يُدخِل المعطوف في حكم المعطوف عليه ويضمه إليه، فيشمله المعنى المنسوب للمعطوف عليه وهذا المعنى أيضًا متحقق في واو الجمع، وواو القسم (تُدْخِل المقْسَمَ به في


(١) جاء هذا في مستدرك الزبيدي على الفيروز آبادي (واو)، وجاء له بشاهد. وقد نقله الزبيدي عن البصائر وعن البرماوي في شرح اللامية، وفسره أي البرماوي بأنه الذي ليس له سنام. ولا شك أنه وهم لا هذا التفسير؛ لأن الشاهد الذي جاء به يتمدح صاحبه بإغنائه المجتدي، ولا يُتمَدَّح بمنح / إبل ليس لها أسنمة. والشاهد هو:
وكمْ مجتدٍ أغنيتُه بعد فقره ... فآب بواوٍ جمةٍ وسَوامِ

<<  <  ج: ص:  >  >>