للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكتم "كأنه أُخْفِى في الجوف بعمق، و "أسرَّ الشيءَ: كتمه {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ} [الملك: ١٣]، {تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} [الممتحنة: ١]. "واستَسرّ الهلالُ في آخر الشهر: خَفِىَ. والسِرّ: النكاح لأنه يكتم {وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} [البقرة: ٢٣٥] والسُرِّية: الجارية المتخذة لذلك. وسِرّ الوادي: وَسَطه (أكثر غئورًا وهو مجمع الغِرْين ولذلك فهو) أكرم موضع فيه، وكذلك سَرَاره وسرَارته، وهن من الحسَبِ والنسبِ وكلَّ شيء: أوسطُه ومَحْضُه وأفضلُه (كما قالوا "سُرّ كل شيء - بالضم: لُبُّه ومُخُّه "، أي أَغْوَرُ ما في باطنه. ويجوز حمل ذلك على سِرّ الوادي).

ومن معنوى الأصل: "السرور: الفرح "؛ لأنه انشراح في الصدر وفرجة تمتدّ في باطن النفس. ومنه: "السَرَّاء: النعمة {نَضْرَةً وَسُرُورًا} [الإنسان: ١١]، {تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} [البقرة: ٦٩]، {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ} [آل عمران: ١٣٤].

ومن الامتداد إلى العمق بدقة قولهم: "السَرير بمعنى: مستَقَر الرأس والعنق/ مستقر الرأس في مُرَكَّب العنق "، حيث كانوا يعتقدون أن هناك عروقًا تمتد من الرأس والعنق في الكاهل فتنصبهما، ففي [ل عرش] "للعنق عُرْشان - بالضم: لحمتان مستطيلتان فيهما الأخدعان (عرقان خلف العصبتين الظاهرتين في جانبي العنق) وبينهما الفَقار .. العُرْشان: مغرزُ العنق في الكاهل ". ثم أقول إن "السرير: المضجعُ/ الذي يُجْلَس عليه، والنعشُ خاليًا ". كان يصنع بشد قوائمه بحبال دقيقة من الليف أو الخوص ويرمل المضجع منه بخوص كذلك. وما زال ذلك إلى الآن عند بعض عرب الحجاز في صورة ما يسمى (كنبة) ذات مسند ومرتفق (للمرافق) {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ} [الزخرف: ٣٤]، ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>