للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَصْلٌ: (*)

فِي الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ

الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِ كُتُبَهُ وَأَرْسَلَ بِهِ رُسُلَهُ مِنْ الدِّينِ؛ فَإِنَّ رِسَالَةَ اللَّهِ: إمَّا إخْبَارٌ وَإِمَّا إنْشَاءٌ. فَالْإِخْبَارُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ خَلْقِهِ: مِثْلَ التَّوْحِيدِ وَالْقَصَصِ الَّذِي يَنْدَرِجُ فِيهِ الْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ. وَالْإِنْشَاءُ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ وَالْإِبَاحَةُ. وَهَذَا كَمَا ذَكَرَ فِي أَنْ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؛ لِتَضَمُّنِهَا ثُلُثَ التَّوْحِيدِ؛ إذْ هُوَ قَصَصٌ؛ وَتَوْحِيدٌ؛ وَأَمْرٌ. وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ فِي صِفَةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} هُوَ بَيَانٌ لِكَمَالِ رِسَالَتِهِ؛ فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ عَلَى لِسَانِهِ بِكُلِّ مَعْرُوفٍ وَنَهَى عَنْ كُلِّ مُنْكَرٍ؛ وَأَحَلَّ كُلَّ طَيِّبٍ وَحَرَّمَ كُلَّ خَبِيثٍ؛ وَلِهَذَا رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: {إنَّمَا بُعِثْت لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ}. وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ: {مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ كَمَثَلِ


(*) قال الشيخ ناصر بن حمد الفهد (ص ٢١٧ - ٢١٩):
هذه رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأصلها فصل من كتاب (الاستقامة) ٢/ ١٩٨ - ٣١١، وقد حصل فيها سقط يسير أكثره بسبب انتقال النظر من الناسخ، ومن ذلك:
١ - ٢٨/ ١٣٤: (قال الفضيل بن عياض رحمه الله: أخلصه وأصوبه. فإن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل [وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل]، حتى يكون خالصًا صوابا والخالص: أن يكون الله والصواب أن يكون على السنة)، وما بين المعقوفتين ساقط، وهو في (الاستقامة) ٢/ ٢٢٧، وكما ذكره الشيخ رحمه الله في هذا الفصل مرة أخرى: ٢٨/ ١٧٧.
٢ - ٢٨/ ١٣٨: (فإن ترك الأمر الواجب معصية، [وفعل ما نهي عنه في الأمر معصية،] فالمنتقل من معصية إلى معصية أكبر منها كالمستجير من الرمضاء بالنار]، وما بين المعقوفتين ساقط، وهو في (الاستقامة) ٢/ ١٣٨.
٣ - ٢٨/ ١٥٧: (ولما كان صلاح بني آدم لا يتم في دينهم ودنياهم إلا بالشجاعة والكرم: بين سبحانه أن من تولى عن الجهاد بنفسه أبدل الله به من يقوم بذلك، [ومن تولى عنه باتفاق ماله أبدل الله به من يقوم بذلك]، فقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ ")، وما بين المعقوفتين ساقط، وهو في (الاستقامة) ٢/ ٢٦٩.
٤ - ٢٨/ ١٥٨: (وقد ذكر الجهاد بالنفس والمال في سبيله، ومدحه في غير آية من كتابه، وذلك هو الشجاعة والسماحة في طاعته سبحانه، [وطاعة رسوله، وملاك الشجاعة الصبر الذي يتضمن قوة القلب وثباته، فلهذا] قال: " كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ")، وما بين المعقوفتين ساقط، وهو في (الاستقامة) ٢/ ٢٧٠.
٥ - ٢٨/ ١٧٢: (ومن هنا يتبين لك ما وقع فيه كثير من أهل العلم والمقال، وأهل العبادة والحال، [وأهل الحرب والقتال، من لبس الحق بالباطل في كثير من الأصول،] فكثيرًا ما يقول هؤلاء من الأقوال ما هو خلاف الكتاب والسنة)، وما بين المعقوفتين ساقط، وهو في (الاستقامة) ٢/ ٣٠٠.
٦ - ٢٨/ ١٧٧: (وقد روى ابن شاهين واللالكائي عن سعيد بن جبير قال:: [لا يقبل الله قول إلا بعمل، و] لا يقبل قول وعمل إلا بنية ولا يقبل قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة ")، وما بين المعقوفتين ساقط، وهو في (الاستقامة) ٢/ ٣٠٩.