للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ: - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ -: (*)

عَنْ " عُلُوِّ اللَّهِ تَعَالَى وَاسْتِوَائِهِ عَلَى عَرْشِهِ "؟

فَأَجَابَ:

قَدْ وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ وَعَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ " بِالْعُلُوِّ وَالِاسْتِوَاءِ عَلَى الْعَرْشِ وَالْفَوْقِيَّةِ " فِي كِتَابِهِ فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ حَتَّى قَالَ بَعْضُ أَكَابِرِ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ: فِي الْقُرْآنِ " أَلْفُ دَلِيلٍ " أَوْ أَزْيَدُ: تَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَالٍ عَلَى الْخَلْقِ وَأَنَّهُ فَوْقَ عِبَادِهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: فِيهِ " ثَلَاثُمِائَةِ " دَلِيلٍ تَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ؛ مِثْلُ قَوْلِهِ: {إنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ} {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ} فَلَوْ كَانَ الْمُرَادُ بِأَنَّ مَعْنَى عِنْدَهُ فِي قُدْرَتِهِ - كَمَا يَقُولُ الجهمي - لَكَانَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِنْدَهُ؛ فَإِنَّهُمْ كُلُّهُمْ فِي قُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ وَلَمْ يَكُنْ فَرْقٌ بَيْنَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ. كَمَا أَنَّ الِاسْتِوَاءَ عَلَى الْعَرْشِ لَوْ كَانَ الْمُرَادُ بِهِ الِاسْتِيلَاءَ عَلَيْهِ لَكَانَ مُسْتَوِيًا عَلَى جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ وَلَكَانَ مُسْتَوِيًا عَلَى الْعَرْشِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُ دَائِمًا وَالِاسْتِوَاءُ


(*) قال الشيخ ناصر بن حمد الفهد (ص ٤٤ - ٤٦):
هذه الفتوى مختصرة من رسالته عن (الجمع بين العلو والقرب) في (٥/ ٢٢٦ - ٢٥٥)، والذي اختصرها غير الشيخ رحمه الله لبعض الأدلة الظاهرة على الاختصار، منها على سبيل المثال:
١ - قوله ص ١٢٣ (فليس قبلك شيء إلخ)، وهذا اختصار نص موجود في ص ٢٢٨.
٢ - قوله ص ١٣٤ (ثم قال بعد كلام طويل: هذا يبين أن كل من أقر بالله. . .) والكلام المتروك انظره ص ٢٤٩ - ٢٤٥، والإشارة في قوله (ثم قال) إلى شيخ الإسلام قبله.
ومن المقابلة بين النصين هناك بعض التنبيهات:
١ - في الأصل ص ٢٢٦ (فلو كان المراد بأن معنى (عنده) في قدرته كما يقول الجهمية لكان الخلق كلهم [عنده، فإنهم] في قدرته ومشيئته)، قلت: وما بين المعقوفتين سقطت من الأصل بسبب انتقال النظر، وتم استدراكها من المختصر ص ١٢١.
٢ - في المختصر ص ١٢٣ (وهذا أعدل الوجهين عن أحمد)، وفي الأصل ص ٢٥٨ (وهذا أحد الوجهين) وهو الأظهر.
٣ - في المختصر ص ١٢٣ (وفي نصوصهم ما يبين نقيض قولهم)، وفي الأصل ص ٢٢٨ (وفي النصوص) ما يبين تناقضهم) وهو الأظهر.
٤ - في المختصر ص ١٢٤ (فالمسمى بالمحدثات هي العلية هي لذاتها)، و (هي) الثانية لا وجود لها في الأصل ص ٢٢٩ وهو الصواب.
٥ - في المختصر ص ١٢٤ (ولهذا كان أبو علي الأهوازي - الذي صنف مثالب ابن أبي بشر، ورد على أبي القاسم بن عساكر - هو من السالمية) وهو كذلك أيضاً في الأصل ص ٢٢٩، وهو تصحيف صوابه (ورد عليه أبو القاسم بن عساكر)، لأن ابن عساكر ألف كتاب (تبيين كذب المفتري) رداً على أبي علي الأهوازي هذا، كما ذكره الشيخ رحمه الله في ٥/ ٤٨٤.
٦ - في المختصر ص ١٢٧ (وهكذا كثير مما يصف الرب نفسه بالعلم بأعمال العباد تحذيرا وتخويفا ورغبة للنفوس في الخير) وفي الأصل ص ٢٣٢ (وهكذا كثيراً ما يصف الرب نفسه بالعلم، وبالأعمال: تحذيرا، وتخويفا، وترغيبا للنفوس في الخير).
ويظهر أن صحة العبارة (وهكذا كثيرا ما يصف الرب نفسه بالعلم بأعمال العباد تحذيرا وتخويفا وترغيبا للنفوس في الخير).
٧ - في المختصر ص ١٢٨ (كما يقول الملك: نحن فتحنا هذا البلد، وهو منا هذا الجيش ونحو ذلك)، وفي الأصل ص ٢٣٣ (وهزمنا الجيش) وهو الصواب.
٨ - في المختصر ص ١٣٥ (قد حصل له إيمان يعبد الله به) وفي الأصل ص ٢٥٥ (إيمان يعرف الله به) وهو الأظهر المناسب للسياق).
٩ - في المختصر ص ١٣٥ (فهذا أصل عظيم في تعليم الناس ومخاطبتهم، والخطاب العام بالنصوص التي اشتركوا في سماعها)، وفي الأصل ص ٢٥٥ (فهذا أصل عظيم في تعليم الناس ومخاطبتهم بالخطاب العام بالنصوص) وهو الأظهر.