للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَسُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:

عَنْ قَوْله تَعَالَى {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}. قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: مَاتَ مِنْ الْفَزَعِ وَشِدَّةِ الصَّوْتِ {مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إلَّا مَنْ شَاءَ} (*). أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ الصُّوفِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّمِيمِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسْحَاقَ الرَّمْلِيُّ ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ {رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَأَلَ جِبْرِيلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} مِنْ الَّذِي لَمْ يَشَأْ اللَّهُ أَنْ يَصْعَقَهُمْ؟ قَالَ: هُمْ الشُّهَدَاءُ مُتَقَلِّدِينَ سُيُوفَهُمْ حَوْلَ الْعَرْشِ} وَهَذَا قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَطَاءٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ. وَقَالَ مُقَاتِلٌ والسدي وَالْكَلْبِيُّ: هُوَ جِبْرِيلُ وميكائيل وَإِسْرَافِيلُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ. {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ} يَعْنِي الْخَلْقَ كُلُّهُمْ قِيَامٌ عَلَى أَرْجُلِهِمْ {يُنْظَرُونَ} مَا يُقَالُ لَهُمْ وَمَا يُؤْمَرُونَ بِهِ. هَذَا كَلَامُ الْوَاحِدِيِّ فِي " كِتَابِ الْوَسِيطِ ". بَيِّنُوا لَنَا


(*) قال الشيخ ناصر بن حمد الفهد (ص ١٣٨):
هنا ثلاثة أمور:
الأول: أن هذه فتوى مكررة، سبق أن ذكرت في: (٤/ ٢٥٩ - ٢٦١)، ولكن اختصر السؤال هناك، وفصله هنا.
الثاني: أنه حصل بعض السقط هنا: ويتضح بمقابلة الفتوى هناك، والسقط في موضعين:
١ - في ص ٣٤: السطر السابع: (أتباع أرسطوا ممن زعم أن الملائكة هي العقول)، حصل هنا سقط بسبب انتقال النظر، والعبارة كاملة كما في ٤/ ٢٥٩:
(أتباع أرسطو وأمثالهم، [ومن دخل معهم من المنتسبين إلى الإسلام، أو اليهود، والنصارى، كأصحاب رسائل إخوان الصفا] وأمثالهم ممن زعم أن الملائكة هي العقول).
٢ - في ص ٣٥: السطر السابع: بعد قوله (فإذا فزع عن قلوبهم) سقط تفسير ذلك وهو قوله: (أي أزال الفزع عن قلوبهم) كما في ٤/ ٢٦٠.
الثالث: في آخر الفتوى ورد قوله: (لم يمكنا أن نجزم بذلك، وصار هذا مثل العلم بقرب الساعة وأعيان الأنبياء وأمثال ذلك مما لم يخبر به)، وعبارة (بقرب الساعة) هنا تصحيف والصواب (بوقت الساعة) كما في ٤/ ٢٦١، وذلك لأن قرب الساعة معلوم، والمجهول وقتها.