وهذه الفتوى شكك الجامع - رحمه الله - (المقصود بالجامع هنا: عبد الرحمن بن القاسم) فيها حيث علق على أولها بقوله (هكذا وجدت هذه الرسالة)، والذي يظهر أنها ليست له، فهي تخالف ما قرره الشيخ رحمه الله في مواضع من أن الخضر قد مات: ١ - منها ما ذكره قبل هذه الفتوى بصفحة حين سئل عن حياة الخضر وإلياس فقال (إنهما ليسا في الأحياء ولا معمران). ٢ - ومنها قوله في الفتاوى: ١/ ٢٤٩ (فإن خضر موسى مات كما بين هذا في غير هذا الموضع). ٣ - ومنها قوله في المنهاج: ٤/ ٩٣: (والذي عليه سائر المحققون أنه مات). ٤ - ومنها قوله في الفتاوى: ٢٧/ ١٠٠ - ١٠١: (والصواب الذي عليه المحققون أنه ميت، وأنه لم يدرك الإسلام، ولو كان موجودًا في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لوجب عليه أن يؤمن به، ويجاهد معه، كما أوجب الله ذلك عليه وعلى غيره، ولكان يكون في مكة والمدينة، ولكان يكون حضوره مع الصحابة للجهاد معهم وإعانتهم على الدين أولى به من حضوره عند قوم كفار ليرقع لهم سفينتهم، ولم يكن مختفيًا عن خير أمة أخرجت للناس. . . إلى أن قال: وإذا كان الخضر حيًا دائمًا فكيف لم يذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك قط، ولا أخبر به أمته، ولا خلفاؤه الراشدون؟!). ٥ - ومنها ما ذكره ابن عبد الهادي رحمه الله في (العقود الدرية) أثناء الكلام على مؤلفات الشيخ ص ٧٠: (وجواب في الخضر: هل مات أو هو حي، واختار أنه مات)