للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فُلَانٍ وَقَدْ يَقُولُونَ: هُوَ مَعْنَاهُ تَشَكُّلٌ وَقَدْ يَقُولُونَ: رُوحَانِيَّتُهُ. وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يَقُولُ: إذَا مُتّ فَلَا تَدَعُوا أَحَدًا يُغَسِّلُنِي وَلَا فُلَانًا يَحْضُرُنِي فَإِنِّي أَنَا أَغْسِلُ نَفْسِي فَإِذَا مَاتَ رَأَوْهُ قَدْ جَاءَ وَغَسَلَ ذَلِكَ الْبَدَنَ وَيَكُونُ ذَلِكَ جِنِّيًّا قَدْ قَالَ لِهَذَا الْمَيِّتِ إنَّك تَجِيءُ بَعْدَ الْمَوْتِ وَاعْتَقَدَ ذَلِكَ حَقًّا؛ فَإِنَّهُ كَانَ فِي حَيَاتِهِ يَقُولُ لَهُ أُمُورًا وَغَرَضُ الشَّيْطَانِ أَنْ يُضِلَّ أَصْحَابَهُ وَأَمَّا بِلَادُ الْمُشْرِكِينَ كَالْهِنْدِ فَهَذَا كَثِيرًا مَا يَرَوْنَ الْمَيِّتَ بَعْدَ مَوْتِهِ جَاءَ وَفَتَحَ حَانُوتَهُ وَرَدَّ وَدَائِعَ وَقَضَى دُيُونًا وَدَخَلَ إلَى مَنْزِلِهِ ثُمَّ ذَهَبَ وَهُمْ لَا يَشُكُّونَ أَنَّهُ الشَّخْصُ نَفْسُهُ وَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ تَصَوَّرَ فِي صُورَتِهِ. وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يَكُونُ فِي جِنَازَةِ أَبِيهِ أَوْ غَيْرِهِ وَالْمَيِّتُ عَلَى سَرِيرِهِ وَهُوَ يَرَاهُ آخِذًا يَمْشِي مَعَ النَّاسِ بِيَدِ ابْنِهِ وَأَبِيهِ قَدْ جُعِلَ شَيْخًا بَعْدَ أَبِيهِ فَلَا يَشُكُّ ابْنُهُ أَنَّ أَبَاهُ نَفْسَهُ هُوَ كَانَ الْمَاشِيَ مَعَهُ الَّذِي رَآهُ هُوَ دُونَ غَيْرِهِ وَإِنَّمَا كَانَ شَيْطَانًا وَيَكُونُ مِثْلُ هَذَا الشَّيْطَانِ قَدْ سَمَّى نَفْسَهُ خَالِدًا وَغَيْرَ خَالِدٍ وَقَالَ لَهُمْ إنَّهُ مِنْ رِجَالِ الْغَيْبِ وَهُمْ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ مِنْ الْإِنْسِ الصَّالِحِينَ وَيُسَمُّونَهُ خَالِدًا الْغَيْبِيَّ وَيَنْسُبُونَ الشَّيْخَ إلَيْهِ فَيَقُولُونَ: مُحَمَّدٌ الْخَالِدِيُّ وَنَحْوُ ذَلِكَ.

فَإِنَّ الْجِنَّ مَأْمُورُونَ وَمَنْهِيُّونَ كَالْإِنْسِ وَقَدْ بَعَثَ اللَّهُ الرُّسُلَ مِنْ الْإِنْسِ إلَيْهِمْ وَإِلَى الْإِنْسِ وَأَمَرَ الْجَمِيعَ بِطَاعَةِ الرُّسُلِ كَمَا قَالَ