للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ:

فَصْلٌ:

وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ} فَهُوَ مِنْ أَصَحِّ الْأَحَادِيثِ وَقَالَ أَنَسٌ فَمَا فَرِحَ الْمُسْلِمُونَ بِشَيْءِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ فَرَحَهُمْ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَأَنَا أُحِبُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَرْجُو أَنْ يَحْشُرَنِي اللَّهُ مَعَهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ مِثْلَ أَعْمَالِهِمْ وَكَذَلِكَ (*) {أَوْثَقُ عُرَى الْإِسْلَامِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ} لَكِنْ هَذَا بِحَيْثُ أَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَمَنْ يُحِبُّهُ اللَّهُ فَيُحِبُّ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ كُلَّهُمْ؛ لِأَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّ كُلَّ مَنْ عَلِمَ أَنَّهُ مَاتَ عَلَى الْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ وَاَللَّهُ يُحِبُّهُمْ كَاَلَّذِينَ يَشْهَدُ لَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَأَهْلِ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ. فَمَنْ شَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ شَهِدْنَا لَهُ بِالْجَنَّةِ وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَشْهَدْ لَهُ بِالْجَنَّةِ فَقَدْ قَالَ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: لَا نَشْهَدُ لَهُ بِالْجَنَّةِ


(*) قال الشيخ ناصر بن حمد الفهد (ص ١٥٣):
هذا الفصل مستل من مجموعة فصول سبقت في المجلد الحادي عشر، وهذا الفصل موجود هناك في (١١/ ٥١٧ - ٥٣٠)، وبين الموضعين فروق نبهت على بعضها في المجلد الحادي عشر، إلا أنه سقط هنا بعض المواضع تم استدراكها كما يلي:
١ - ١٨/ ٣١٩: (قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح: " يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي [نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: " الحمد لله رب العالمين " قال: حمدني عبدي]، فإذا قال: " الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ "، قال: أثني عليّ عبدي. . .)، وما بين المعقوفتين سقط من الحديث، وهو في ١١/ ٥٢٤.
٢ - ١٨/ ٣٢١: (فتقبل الله عمل أبي بكر وأنزل فيه: " وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَي الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّي وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَي إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعلى وَلَسَوْفَ يَرْضَي ". وأما أبو طالب فلم يتقبل منه [بل أدخله الله النار، لأنه كان مشركا عاملاً لغير الله، وأبو بكر لم يطلب أجره] وجزاءه من الخلق؛ لا من النبي صلى الله عليه وسلم، ولا غيره، بل آمن به وأحبه وكَلأَهُ وأعانه بنفسه وماله، متقربًا بذلك إلى الله، وطالبًا الأجر من الله). وما بين المعقوفتين ساقط من هذا الموضع وهو في: ١١/ ٥٢٦، وقد تنبه الجامع رحمه الله إلى هذا السقط فأضاف بين معقوفتين [فأبو بكر لم يطلب أجره]، وهو بعض السقط.
٣ - ١٨/ ٣٢٢: (ويستغيث به، ولا يستغيث بالحي الذي لا يموت [ويقوي الوهم عنده أنه لولا استغاثته بالشيخ الميت لما قضيت حاجته، فهذا حرام فعله] فيقول أحدهم: إذا كانت لك حاجة. . .)، وما بين المعقوفتين ساقط من هذا الموضع، وهو في: ١١/ ٥٢٧.
٤ - ١٨/ ٣٢٥: (فعلى المسلم أن يفرق بين محبة [المؤمنين ودينهم، ومحبة] النصاري والمشركين ودينهم، ويتبع أهل التوحيد والإيمان)، وما بين المعقوفتين ساقط من هذا الموضع، وهو في: ١١/ ٥٣٠.