للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ تَقِيُّ الدِّينِ أَحْمَد ابْنُ تَيْمِيَّة - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -:

فِي الْفُرُوقِ الَّتِي يَتَبَيَّنُ بِهَا كَوْنُ الْحَسَنَةِ مِنْ اللَّهِ وَالسَّيِّئَةِ مِنْ النَّفْسِ (*) وَقَوْلُهُ: {إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} وَقَوْلُهُ: {قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} إلَى قَوْلِهِ {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} فَإِنَّهُ يَنْفِي التَّحْرِيمَ عَنْ غَيْرِهَا وَيُثْبِتُهُ لَهَا لَكِنْ هَلْ أَثْبَتَهَا لِلْجِنْسِ أَوْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ كَمَا يُقَالُ إنَّمَا يَحُجُّ الْمُسْلِمُونَ. وَذَلِكَ أَنَّ الْمُسْتَثْنَى هَلْ هُوَ مُقْتَضٍ أَوْ شَرْطٌ؟. فَفِي الْآيَةِ وَأَمْثَالِهَا هُوَ مُقْتَضٍ فَهُوَ عَامٌّ؛ فَإِنَّ الْعِلْمَ بِمَا أَنْذَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ يُوجِبُ الْخَوْفَ فَإِذَا كَانَ الْعِلْمُ يُوجِبُ الْخَشْيَةَ الْحَامِلَةَ عَلَى فِعْلِ الْحَسَنَاتِ وَتَرْكِ السَّيِّئَاتِ وَكُلُّ عَاصٍ فَهُوَ جَاهِلٌ لَيْسَ بِتَامِّ الْعِلْمِ تَبَيَّنَ مَا ذَكَرْنَا مِنْ أَنَّ أَصْلَ السَّيِّئَاتِ الْجَهْلُ وَعَدَمُ الْعِلْمِ. وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَعَدَمُ الْعِلْمِ لَيْسَ شَيْئًا مَوْجُودًا؛ بَلْ هُوَ مِثْلُ عَدَمِ الْقُدْرَةِ وَعَدَمِ السَّمْعِ وَعَدَمِ الْبَصَرِ وَالْعَدَمُ لَيْسَ شَيْئًا وَإِنَّمَا الشَّيْءُ الْمَوْجُودُ - وَاَللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَلَا يُضَافُ الْعَدَمُ الْمَحْضُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى لَكِنْ قَدْ


(*) قال الشيخ ناصر بن حمد الفهد (ص ٧١ - ٧٣):
هذه الرسالة مختصرة من رسالة (الحسنة والسيئة) (١٤/ ٢٢٩ - ٤٢٥)، وليس هذا الاختصار لجميع تلك الرسالة، بل هو لبعضها، وبداية الاختصار من (ص ٢٩٤) السطر الخامس وحتى آخر (ص ٣٦١)، وبالمقارنة بين المختصر وأصله هناك بعض التنبيهات:
١ - في ٨/ ٢٠٥: (والنفس بطبعها تحركه فإنها حية)، وفي ١٤/ ٢٩٤: (والنفس بطبعها متحولة فإنها حية)، ويظهر لي أن الصواب في الموضعين (والنفس بطبعها متحركة).
٢ - في ٨/ ٢٠٦: (وجعل آل فرعون أئمة يهدون إلى النار، ولكن هذا [وأشار الجامع إلى أن هنا بياضاً] إلى الله لوجهين. . .)، وموضع البياض: (ولكن هذا [لا يضاف مفرداً] إلى الله) كما في ١٤/ ١٩٩.
٣ - في ٨/ ٢٠٨: (ثم التفت إليه فقال: " وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ".
والصواب: (ثم التفت إليه فقال: " فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى " كما في ١٤/ ٣٠٢، وكما يقتضيه السياق.
٤ - في ٨/ ٢١٢ (وقد قال تعالى: " فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ " " الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "، والصواب أنهما آية واحدة لا آيتان: " فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " كما في ١٤/ ٣١١.
٥ - في ٨/ ٢١٣: (فقوله: " أحق ما قال العبد " يقتضي أن حمده أحق ما قاله العبد؛ لأنه سبحانه لا يفعل إلا الخير وهو سبحانه [وأشار الجامع إلى أن هنا بياضاً في الأصل] ونفسه متحركة بالطبع حركة لابد فيها من الشر حكمة بالغة ونعمة سابغة).
قلت (والكلام للشيخ ناصر بن حمد الفهد): وموضع البياض: (وهو سبحانه [خلق الإنسان وخلق] نفسه متحركة بالطبع حركة لابد فيها من الشر. . .) كما في ١٤/ ٣١٥.
٦ - في ٨/ ٢١٤: (لكن النفس المدنية)، وهو تصحيف صوابه: (لكن النفس المذنبة) كما في ١٤/ ٣١٦.
٧ - في ٨/ ٢١٥: (والمؤمن المطلق هو الذي لا يضره الذنب)، وهو تصحيف صوابه: (لا يصر على الذنب) كما في ١٤/ ٣١٨.
٨ - في ٨/ ٢١٦: (لم يقص علينا في القرآن قصة أحد إلا لنعتبرها)، وفي ١٤/ ٣٢٢ (إلا لنعتبر بها) وهو الأظهر.
٩ - في ٨/ ٢١٦: (وكانا مشتركين في المقتضى والحكم)، وفي ١٤/ ٣٢٢: (وكانا مشتركين في المقتضي للحكم) وهو الأظهر.
١٠ - في ٨/ ٢٢٢: (الفرق السادس:. . .)، قلت: ولم يسبق في هذا الموضع ذكر الفروق الخمسة، وهي مذكورة في الأصل.
١١ - في ٨/ ٢٢٥: (إذا علم ما يستحقه من الشكر الذي لا يستحقه غيره صا [وأشار الجامع إلى أن هنا بياضاً]، والشر انحصر سببه في النفس فعلم من أين يأتي، فاستغفر واستعان بالله واستعاذ به مما لم يعمل بعد. .) وموضع البياض كما في ١٤/ ٣٤١: (إذا علم ما يستحقه من الشكر - الذي لا يستحقه غيره -[صار علمه بأن الحسنات من الله: يوجب له الصدق في شكر الله والتوكل عليه. ولو قيل: إنها من نفسه لكان غلطا، لأن منها ما ليس لعمله فيه مدخل، وما كان لعمله فيه مدخل: فإن الله هو المنعم به، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه وعلم أن] الشر قد انحصر سببه في النفس. . .).
١٢ - في ٨/ ٢٢٨: (فالمعتزلة في الصفات مخانيث الجهمية، وأما الكلابية في الصفات [وأشار الجامع إلى أن هنا بياضاً في الأصل] وكذلك الأشعرية. . .).
وموضع البياض كما في ١٤/ ٣٤٩: (وأما الكلابية [فيثبتون الصفات في الجملة]، وكذلك الأشعرية. .).
١٣ - في ٨/ ٢٣٤: (فإن هؤلاء ضاهوا أهل الكتاب فيما بدل أو نسخ، وهؤلاء ضاهوا من لا كتاب له. وقال رحمه الله تعالى: فالنفوس مفطورة على علم ضروري موجود فيها بالخالق الذي خلق السماوات. . .).
قلت (والكلام للشيح ناصر الفهد): وقوله (ضاهوا من لا كتاب له) هو آخر المختصر وهو في ١٤/ ٣٦١، أما قوله (وقال رحمه الله تعالى: فالنفوس مفطورة. . .) فهو نقل جديد عن الشيخ رحمه الله من موضع آخر غير رسالة (الحسنة والسيئة)، والله تعالى أعلم.