للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} وَلَمْ يَقُلْ فِيهِ تَعْلِيقًا بِحُكْمِ الِاعْتِزَالِ بِنَفْسِ الْحَيْضِ وَإِنَّهُ هُوَ سَبَبُ الِاعْتِزَالِ وَقَالَ: {قُلْ هُوَ أَذًى} وَلَمْ يَقُلْ: (الْمَحِيضُ أَذًى لِأَنَّهُ جَاءَ بِهِ عَلَى الْأَصْلِ؛ وَلِأَنَّهُ لَوْ كَرَّرَهُ لَثَقُلَ اللَّفْظُ بِهِ لِتُكَرِّرهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَكَانَ ذِكْرُهُ بِلَفْظِ الظَّاهِرِ فِي الْأَمْرِ بِالِاعْتِزَالِ أَحْسَنَ مِنْ ذِكْرِهِ مُضْمَرًا لِيُفِيدَ تَعْلِيقَ الْحُكْمِ بِكَوْنِهِ حَيْضًا بِخِلَافِ قَوْلِهِ: {قُلْ هُوَ أَذًى} فَإِنَّهُ إخْبَارٌ بِالْوَاقِعِ وَالْمُخَاطَبُونَ يَعْلَمُونَ أَنَّ جِهَةَ كَوْنِهِ أَذًى هُوَ نَفْسُ كَوْنِهِ حَيْضًا بِخِلَافِ تَعْلِيقِ الْحُكْمِ بِهِ فَإِنَّهُ إنَّمَا يُعْلَمُ بِالشَّرْعِ فَتَأَمَّلْهُ.