للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله فيه مرثية طويلة عجيبة يقول فيها مستغلا وفاته بطوس فى المشرق:

غربت فى المشرق الشم‍ ... س فقل للعين تدمع

ما رأينا قطّ شمسا ... غربت من حيث تطلع

ومن رائع مراثيه قوله يبكى بعض الأبطال وقد سقط صريعا فى ميدان القتال مصورا بأسه وشجاعته:

ختلته المنون بعد اختيال ... بين صفّين من قنا ونصال

فى رداء من الصفيح صقيل ... وقميص من الحديد مذال (١)

وهو أحد من برعوا فى الغزل ووصف الخمر، وله فيهما أشعار كثيرة طارت فى الدنيا وسارت بها الركبان من مثل قوله فى الغزل:

مهاة ترتمى الألبا ... ب عن قوس من السّحر

لها طرف يشوب الخ‍ ... مر للنّدمان بالخمر

عفيف اللّحظ والإغضا ... ء فى الصّحو وفى السّكر

وقوله فى الخمر:

وعذراء لم تفترعها السّقاة ... ولا استامها الشّرب فى بيت حانى (٢)

ولم تزل الشمس مشغولة ... بصنعتها فى بطون الدّنان

ترشّحها لأثام الرّجال ... إلى أن تصدّى لها الساقيان

عجوز غذا المسك أصداغها ... مضمّخة الجلد بالزّعفران

يطوف علينا بها أحور ... يداه من الكأس مخضوبتان

وله فى المشيب وبكاء الشباب كثير من الأشعار الرائعة التى يطرف فيها تارة بالصور والأخيلة البديعة، وتارة بالمعانى التى تمس المشاعر والقلوب من مثل قوله:


(١) مذال: طويل الذيل.
(٢) استامها: ساوم على شرائها.

<<  <  ج: ص:  >  >>