وهذه سفاهة وخرق وحماقة، ويقول العماد الأصبهانى تعليقا على هذه الأبيات:«قاتله الله ولعنه وأخزاه، ما أشد افتراه على الله وأجراه، وأية فضيحة فوق هذا ولولا النبى المصطفى الذى اختاره الله واجتباه، وجعله الوسيلة إلى نيل رضاه، صلوات الله عليه وسلامه، ما سعدوا ولا فازوا ولا حازوا من الشرف والفضيلة ما حازوا» وحقا إنها كلمات خبيثة كلها نكد وخزى وبوار، ولو أن الشاعر وجّه شعره وجهة أخرى غير وجهة هذه العصبية الخرقاء لكان ذلك له أفضل وأجدى.
سليمان النبهانى (١)
آخر سلاطين بنى نبهان العمانيين ولا يعرف تاريخ مولده، وقد عاش حتى سنة ٩١٥ للهجرة وكانت حياته فى الحكم سلسلة من الحروب بينه وبين أخيه وبينه وبين خوارج نزوى، منها وقعة «حممت» بينه وبين خوارج نزوى لعهد إمامهم عمر بن الخطاب، وفيها انهزم عمر، ودارت الأيام وانتصر عمر عليه، وسرعان ما توفى فتنفّس سليمان الصعداء وعاد إلى عاصمته وأخرج منها شيوخ الخوارج المقيمين بها. وحاربه الخوارج فى «واقعة أزكى» ودارت الدوائر عليه. وما زال به أبو الحسن بن عبد السلام الذى ولى أمر الخوارج بعد عمر بن الخطاب، حتى غادر الديار إلى هرمز فى أرض فارس ومات أبو الحسن فعاد واسترد سلطانه، غير أن العمانيين بايعوا إمام الخوارج محمد بن إسماعيل الخروصى سنة ٩٠٦
(١) انظر فى ترجمة سليمان النبهانى تحفة الأعيان لنور الدين السالمى ١/ ٣٢١ وما بعدها ومقدمة محقق ديوانه عز الدين التنوخى، وهى مقدمة بديعة. والديوان مطبوع بدمشق.