للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول إنها لقراد بن حنش من شعراء غطفان (١). ولا يبقى لزهير بعد ذلك من رواية الأصمعى سوى أربع عشرة قصيدة ومقطوعة، تضاف إليها القصيدة التى رواها المفضل واحتفظ بها الشنتمرى، وهى: (غشيت ديارا بالبقيع وثهمد).

على أنه ينبغى أن نسقط من قصيدته (لمن الديار بقنّة الحجر) الأبيات الثلاثة الأولى لأن حمادا زادها فيها كما مر بنا فى حديثنا عن الانتحال. وقد شك الأصمعى فى الحكم الملحقة بالمعلقة وقال إنها لصرمة بن أبى أنس (٢) الأنصارى، ويمكن أن يكون لزهير طائفة منها اختلطت على الرواة بطائفة أخرى تماثلها نظمها صرمة، وسنرى أن زهيرا كان يكثر من الحكم فى شعره.

[٤ - شعره]

لعل الشعر الجاهلى لم يعرف شاعرا عنى بتنقيحه عناية زهير، وقد ذهب القدماء يقولون إنه كان يروى شعر زوج أمه أوس بن حجر الشاعر التميمى المشهور، كما كان يروى شعر طفيل الغنوى (٣) المعروف ببراعته فى وصف الخيل والصيد، وأيضا فإنه كان يروى شعر خاله بشامة بن الغدير (٤). وهم لا يقفون بملاحظاتهم عند ذلك، إذ يقولون إنه خرّج ابنه كعبا فى الشعر كما خرج الخطيئة (٥).

فنحن إذن بإزاء شاعر ممتاز، عاش للشعر يرويه ويعلّمه، أو بعبارة أخرى نحن بإزاء مدرسة يتضح فيها زهير وتلميذاه كعب والحطيئة، وإذا أردنا أن نبحث لزهير عن أستاذ حقيقى تأثره فى شعره من بين الثلاثة الذين ذكروهم وجدنا أقربهم إلى شعره أوس بن حجر زوج أمه، فإنه يتأثره فى جميع جوانب فنّه، يتأثره فى الموضوعات التى عالجها وفى طريقة معالجته لها، وفيما يصوغه من معان


(١) ابن سلام ص ٥٦٨.
(٢) المعمرين السجستانى ص ٦٦.
(٣) العمدة لابن رشيق (طبعة أمين هندية) ١/ ١٣٢ وانظر الشعر والشعراء ١/ ٨٦.
(٤) أغانى ١٠/ ٣١٢.
(٥) أغانى (طبع دار الكتب) ٢/ ١٦٥ ٨/ ٩١ والشعر والشعراء ١/ ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>