للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل التاسع

زهير بن أبى سلمى

[١ - قبيلته]

هو زهير بن أبى سلمى ربيعة بن رياح المزنىّ، فأبوه من قبيلة مزينة، وكانت تجاور فى الجاهلية بنى عبد الله بن غطفان حيث كانوا ينزلون فى الحاجر بنجد شرقى المدينة وينزل معهم بنو مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان أخوال أبيه ربيعة. ويحدثنا الرواة أنه أقام فيهم زمنا مع أمه، وحدث أن أغار مع قوم منهم على طيئ وأصابوا نعما كثيرا وأموالا، ولما رجعوا لم يفردوا له سهما فى غنائمهم، فغاضبهم وانطلق بأمه إلى قبيلته مزينة، ثم لم يلبث أن أقبل فى جماعة منها مغيرا على عشيرة أخواله، ولم يكادوا يتوسطون ديارها حتى تطايروا راجعين وتركوه وحده، فأقبل حتى دخل فى أخواله، ولم يزل فيهم حتى توفّى ومن ثمّ ولد له زهير وأولاده فى منازل بنى مرة وبنى عبد الله بن غطفان (١). وكان ذلك سببا فى أن يضطرب الرواة وأن يظن بعضهم أن زهيرا غطفانى القبيلة (٢)، وهو فى الحقيقة مزنى النسب غطفانى النشأة والمربى، وقد صرّح ابنه كعب بهذا النسب إذ يقول فى بعض شعره ردّا على مزرّد بن ضرار وقد عزاه إلى مزينة (٣):

هم الأصل منى حيث كنت وإننى ... من المزنيّين المصفّين بالكرم

ويظهر أن ربيعة لم يعش طويلا فى عشيرة أخواله، ويقول الرواة إن امرأته تزوجت من بعده أوس بن حجر الشاعر التميمى المشهور. وهنا يلمع فى حياة زهير اسم خاله بشامة بن الغدير، فقد كفله هو وإخوته، ونعرف منهم سلمى كما نعرف أخرى تسمى الخنساء.


(١) أغانى (طبعة دار الكتب) ١٠/ ٢٩١ وما بعدها.
(٢) انظر ترجمة زهير فى الشعر والشعراء لابن قتيبة ١/ ٨٦.
(٣) طبقات فحول الشعراء لابن سلام ص ٨٨ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>