للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الأوّل

الجغرافية والتاريخ

١ - الجغرافية (١)

صقلية جزيرة كبيرة تقع فى منتصف البحر المتوسط، فتقسمه إلى شطرين شرقى وغربى، ويكاد يتلاقى شماليها الشرقى بإيطاليا فبينهما مضيق مسّينى الذى لا يكاد يتجاوز عرضه ثلاثة كيلومترات. بينما يتسع البحر المتوسط بينها وبين تونس وطرابلس حتى ليبلغ عرضه نحو مائة وعشرين كيلومتر تقريبا أو يزيد وبخاصة أمام طرابلس. وهى فى الداخل مرتفعات وهضاب ووديان، وعلى مرتفعاتها أقيمت مدنها الداخلية لتكون حصينة. وفى جنوبيها إلى الغرب مدينة جرجنت، والشاطئ الغربى والجنوبى الغربى موانيهما لا تصلح للملاحة، وإذا تغلغلنا نحو الشمال الغربى وجدنا مروجا ومراعى متسعة، ونمضى نحو الشمال فنجد ثغر أو مرفأ طرابنش، ونتجه غربا فى الساحل الشمالى وهو ساحل صخرى جبلى، ونلتقى بخليج تام الاستدارة، ويلقانا بعده خليج مدينة بلرم (Palermo) عاصمة صقلية الإسلامية ولا تزال عاصمتها إلى اليوم، ووراءها تنحسر الجبال ويلقانا سهل من أخصب السهول، ونستمر فى السير على الساحل الصخرى الجبلى حتى تلقانا مسينى على مضيقها. ونسير من مدينة سينى متجهين إلى الجنوب شرقى صقلية فى ساحل جبلى صخرى ونلتقى بثغر أو مدينة طبرمين، ونمضى حتى قرب ثغر أو ميناء قطانية حيث يصبح الساحل رمليا، ويصبّ فيه بعض الجداول. وإذا مضينا فى اتجاهنا نحو الجنوب لقينا ثغر سرقوسة الذى أنشأه اليونان، وبه ولد العالم الإغريقى الفيزيقى المشهور أرشميدس، وبها قتل سنة ٢١٢ ق. م.

وأعلى جبال صقلية جبل إتنا فى أقصى الشمال، ويبلغ ارتفاعه ثلاثة آلاف وثلاثمائة متر


(١) انظر فى جغرافية صقلية صورة الأرض لابن حوقل ومعجم البلدان لياقوت ونزهة المشتاق فى اختراق الآفاق للإدريسى وكتاب المسلمون فى جزيرة صقلية وجنوب إيطاليا للأستاذ أحمد توفيق المدنى (طبع الجزائر) وكتاب العرب فى صقلية للدكتور إحسان عباس (طبع دار المعارف- القاهرة).

<<  <  ج: ص:  >  >>