للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالولاء للخليفة العباسى وبالتالى للبويهيين، ومعروف أنهم كانوا إمامية اثنى عشرية، وفى نفس التاريخ يحدثنا المؤرخون أنه كان فى عمان بيت إمامى اثنا عشرى هو بيت بنى المكرم، وأنهم، كما مر بنا، دفعوا البويهيين إلى غزو عمان واستخلاصها من أيدى خوارج نزوى، وظلت هذه الأسرة الإمامية تحكم عمان حتى منتصف القرن الخامس الهجرى، ولم يكن الإمامية غلاة متطرفين فى التشيع مثل الإسماعيلية وهم يؤمنون برجعة الإمام الثانى عشر المختفى كما أسلفنا. ولا يزال يوجد إماميون فى الخليج العربى وإماراته إلى اليوم.

والكيسانية أتباع محمد بن الحنفية، وهو أخ ربيب للحسن والحسين، وقد تبعته منذ حياته فرقة كانت تؤمن بالتناسخ وبالرجعة وكان ابن الحنفية يتبرّأ منها أشد التبرؤ، ويتوفى، فيقول أتباعه إنه لم يمت، بل غاب فى جبل رضوى، ويقول فؤاد حمزة فى كتابه «قلب جزيرة العرب» يوجد فى الوقت الحاضر أتباع لمحمد بن الحنفية يقيمون فى جبل رضوى بالقرب من ينبع وهم على شئ عظيم من البداوة والتوحش والبعد عن مخالطة أهل المدن.

٤ - الخوارج: الإباضية (١)

الإباضية نسبة إلى عبد الله بن إباص التميمى أحد أربعة كانوا رءوس الخوارج فى منتصف القرن الأول الهجرى وحولهم تكونت فرقهم الأساسية: الأزارقة والنجدات والصفرية والإباضية، والأزارقة أتباع نافع بن الأزرق وكان مسرح نشاطهم بلاد فارس وكرمان، والنّجدات أتباع نجدة بن عامر الحنفى وكان مسرح نشاطهم اليمامة والبحرين، والصّفرية أتباع زياد بن الأصفر وكان مسرح نشاطهم الموصل وبلاد الجزيرة. وكان مسرح نشاط الإباضية عمان وحضرموت واليمن، وقد انتهت الفرق الثلاث الأولى أو كادت بانتهاء العصر الأموى، أما فرقة الإباضية فظلت حية لا فى بيئتها الأصلية عمان وحضرموت فحسب، بل أيضا فى بلاد المغرب، فقد ذهب هناك دعاة مبكرون فى


(١) انظر فى الإباضية الكتب المذكورة فى تاريخ عمان وأمرائها والملل والنحل للشهرستانى ومقالات الإسلاميين للأشعرى والفرق بين الفرق للبغدادى وفجر الإسلام وضحى الإسلام لأحمد أمين وحاضر العالم الإسلامى لشكيب أرسلان ومختصر تاريخ الإباضية لأبى ربيع سليمان البارونى (طبع المطبعة السلفية بالقاهرة).

<<  <  ج: ص:  >  >>