له فى الردة والفتوح ووقعة الجمل، ونصر بن مزاحم المتوفى سنة ٢١٢ وقد نشرت له بالقاهرة وقعة صفّين.
وصبّ هشام بن محمد الكلبى عنايته على تاريخ العرب القديم وما يتصل به من أنساب وأيام وأشعار، وكان متهما بالوضع عند معاصريه، ونشر له بالقاهرة كتاب الأصنام. ومن أعلام المؤرخين لهذا العصر المدائنى المتوفى سنة ٢٢٥ وكان له كتاب ضخم فى أخبار الخلفاء وآخر فى الدولة العباسية ومصنفات مختلفة فى السيرة النبوية وفى الفتوح وأيام الناس، وهى تعدّ بالمئات، وقد استقصاها ياقوت وابن النديم. وأخذت تؤلف فى هذا العصر كتب الرجال الذين حملوا الحديث النبوى من صحابة وتابعين على نحو ما يصور ذلك كتاب الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد الذى أشرنا إليه آنفا، ومثله كتاب معرفة الرجال ليحيى بن معين المتوفى فى سنة ٢٢٣.
وعلى هذا النحو نشطت كتابة التاريخ فى العصر العباسى الأول، فلم تقف عند السيرة النبوية، بل اتسعت لتشمل تاريخ العرب فى الجاهلية وفتوحهم ودولهم فى الإسلام وتاريخ الرسل والأنبياء، وهبطت إليهم روافد من تاريخ الأمم القديمة وخاصة الفرس، إذ عنى ابن المقفع وغيره بترجمة الكتب المؤلفة فى سير ملوك العجم.
[٥ - العلوم الدينية وعلم الكلام والاعتزال]
نشأت العلوم الدينية فى ظلال الحديث النبوى، وقد أخذ رواته يضيفون إليه ما أثر عن الصحابة لا فى تعاليم الدين الحنيف فحسب، بل أيضا ما أثر عنهم وعن الرسول الكريم فى تفسير الذكر الحكيم. وبذلك حمل الحديث كل المادة المتصلة بالتشريع والفقه والتفسير. وقد أخذ يدوّن تدوينا عامّا منذ أوائل القرن الثانى للهجرة، على نحو ما هو معروف عن ابن شهاب الزهرى المتوفى سنة ١٢٤ وما انكاد نتقدم فى العصر العباسى حتى يتكاثر التصنيف فيه، وكانوا يوزعونه فى