للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو الحسن (١) على بن أحمد الجوهرىّ الجرجانىّ

نشأ بجرجان، واجتذبه الصاحب بن عباد إلى حضرته فيمن اجتذبهم من أدباء عصره وشعرائه، ونراه يقرّبه منه ويرفع مكانته عنده. ويتخذه فى ندمائه. وتستهل ترجمته فى اليتيمة برسالة كتبها إلى أبى العباس الضبى نائب الصاحب فى أصبهان يشيد فيها به، ويقول إنه يحسن الشعر فى اللسانين العربى والفارسى كما يحسن النثر. ويترك أصبهان إلى جرجان فلا تطول به الأيام، كما يقول الثعالبى، حتى يلبّى نداء ربه، ويقول من ترجموا له إنه توفى سنة ٣٨٠. ولا يذكر له الثعالبى شيئا من شعره الشيعى ولا من رثائه للحسين، ومما يروى له فى بكاء الحسن قوله:

أهل الكساء صلاة الله نازلة ... عليكم الدهر من مثنى ووحدان

أنتم نجوم بنى حوّاء ما طلعت ... شمس النهار وما لاح السّماكان

ويشير الجوهرى بفكرة الكساء إلى ما يروى عند الشيعة من أن الرسول ألقى عليه وعلى السيدة فاطمة والإمام على والحسن والحسين كساء، وقال: نحن أهل البيت. . ويشير الجوهرى فى القصيدة إلى مقتل الحسين وسباء كل من كانوا معه من أهله، وله مرثية أخرى للحسين يبدؤها بالحديث عن يوم عاشوراء يوم مقتله باكيا نادبا قائلا:

يا أهل عاشور يالهفى على الدين ... خذوا حدادكم يا آل ياسين

اليوم قام بأعلى الطّفّ نادبهم ... يقول من ليتيم أو لمسكين

يا عين لا تدعى شيئا لغادية ... تهمى ولا تدعى دمعا لمحزون

يا آل أحمد إنّ الجوهرىّ لكم ... سيف يقطّع عنكم كلّ موضون (٢)

والأبيات تصور المأساة تصويرا محزنا ملتاعا. والطف هو الموضع الذى استشهد فيه الحسين، والجوهرى لا يرقأ دمعه، بل هو يتمنى أن تسيل من عينيه دموع لا تكفّ ولا تجفّ، لما نزل بآل أحمد أو آل ياسين أهل البيت النبوى الطاهر.

وينشد الثعالبى للجوهرى أشعارا كثيرة تتصل بمدحه للصاحب ولسلطانه فخر الدولة ولنائبه أبى العباس الضبى ولبعض الوجهاء، كما تتصل بالغزل وبتصوير بعض الأطعمة وبهجاء بعض الأشخاص، وله خمريات طريفة يمزجها بالحديث عن الطبيعة، كقوله فى


(١) انظر فى الجوهرى اليتيمة ٤/ ٢٧ وأعيان الشيعة ج ٤١ ص ٤١ وأدب الطف أو شعر الحسين لجواد شبر (طبع بيروت) ٢/ ١٣٠ وما بعدها
(٢) الموضون: الدرع المنسوج.

<<  <  ج: ص:  >  >>