للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مروان (١) بن أبى حفصة

أصل جده من يهود خراسان، وكان مولى لمروان بن الحكم وهبه له عثمان بن عفان، ويقال إنه أبلى فى الدفاع عنه حين حوصر فى داره وقتل، فأعتقه مروان جزاء بلائه، ولما ولى المدينة لمعاوية ولاّه على خراج اليمامة، واقترن هناك بعربية أنجب منها ابنه يحيى، وكان شاعرا متوسطا، ويقال إنه تزوج بنت زياد بن هوذة وأنجب منها فيمن أنجب ابنه سليمان وكان هو الآخر يقرض الشعر، ورزق سليمان بابنه مروان سنة ١٠٥ للهجرة. وقد نشأ فى اليمامة حيث استقرت أسرته والشعر يجرى فى أعراقه فلم يلبث أن شدا به، غير أن اسمه لم يلمع إلا فى العصر العباسى، ونراه ينقطع لمعن بن زائدة الشيبانى، وكان جوادا مقداما وبطلا مغوارا، ولاه المنصور اليمن ثم سجستان. ويقال إن مروان أخذ منه مالا كثيرا، وخاصة حين مدحه بقصيدته اللامية، وفيها يقول عنه وعن عشيرته:

بنو مطر يوم اللقاء كأنهم ... أسود لها فى بطن خفّان أشبل (٢)

هم يمنعون الجار حتى كأنما ... لجارهم بين السّماكين منزل

بها ليل فى الإسلام سادوا ولم يكن ... كأولهم فى الجاهلية أول

هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا ... أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا

وما يستطيع الفاعلون فعالهم ... وإن أحسنوا فى النائبات وأجملوا

وله بجانب هذه القصيدة فيه قصائد كثيرة ملأ بها حجره من الأموال، ومن طريف مديحه فيه قوله يصور سيادته وشرفه وكرمه وشجاعته:


(١) انظر فى ترجمة مروان وأشعاره وأخباره ابن المعتز ص ٤٢ وابن قتيبة ص ٧٣٩ والأغانى (طبعة دار الكتب) ١٠/ ٧١ والموشح المرزبانى ص ٢٥١ والنجوم الزاهرة (طبعة دار الكتب) ٢/ ١٠٦ وتاريخ بغداد ١٣/ ١٤٢ وشذرات الذهب ١/ ٣٠١ وابن خلكان ٢/ ١١٧ والوزراء والكتاب للجهشيارى، انظر الفهرس، وكذلك فهرس الأغانى ومرآة الجنان لليافعى ١/ ٣٨٩ وحديث الأربعاء لطه حسين (طبعة الحلبى) ٢/ ٢٨٦.
(٢) خفان: مأسدة بالقرب من الكوفة. وسطر اسم جد معن، وهو مطر بن شريك الشيبانى.

<<  <  ج: ص:  >  >>