تقع موريتانيا فى الشمال الغربى من إفريقيا جنوبى المغرب الأقصى والجزائر، وفى أقصى شمالها الشرقى الصحراء الغربية، ويحاذيها فى الغرب المحيط الأطلسى، ويشغل الشرق منها دولة مالى، وتحاذيها فى الجنوب دولة السنغال واسمها تحريف لكلمة صنهاجة التى نزلت بها قبائلها البربرية وامتدت إلى نهر النيجر وشواطئه وإلى إقليم مالى.
وهى تشغل الجزء الغربى من الصحراء الكبرى التى تمتد حزاما بين بلاد السودان والبلاد المغربية، وتتناثر على رقعتها مناطق جبلية أشبه بهضاب متسعة، ونلتقى فيها من حين إلى حين بآبار وواحات صغيرة، وقد نمضى مائة كيلومتر دون أن نعثر على بئر أو ماء، مما يجعل القوافل المارة بها فى حاجة إلى دليل يقودها لا سيما على الطرق التجارية الذاهبة إلى السودان والآيبة منه، وسطحها رمال سائلة وكثبان متنقلة، تنقلها الرياح والعواصف الشديدة من مكان إلى مكان، وطمرت-على مر العصور-كثير من القرى والبلدان، والجو-وخاصة فى الصيف-شديد الحرارة، ويعتدل فى المناطق الجبلية وعلى ساحل المحيط، وتهب بها صيفا ريح السيروكو الحارّة والمحملة بالرمال، والأمطار بها قليلة قلة شديدة حتى لتنعدم فى بعض الأنحاء. وقد تصبح الصحراء جافة جدا وقاحلة جدا كالمنطقة الجنوبية الشرقية بين آبار أروان وآبار أزواد، وهما فى رمال كالحة لا نبات فيها ولا زرع ولا ضرع، وهما محطتان على الطريق التجارى إلى تمبكتو وبلاد السودان. وحينما توجد آبار تنشأ قرى وبلدان يكثر فيها النخيل والكلأ، ويزرع تحت النخيل فى الخريف الشعير والدّخن والذرة وأحيانا القمح والبطيخ. وتنمو بموريتانيا أشجار صحراوية مثل السّدر والطّلح.
وفى أقصى الشمال الغربى لموريتانيا مدينة الساقية الحمراء التى أسّست سنة ١٨٨٤ للميلاد،
(١) انظر فى جغرافية موريتانيا كتاب وصف إفريقيا للحسن الوزان فى مواضع متعددة ورحلة ابن بطوطة فى أواخرها حيث وصف رحلة له إلى السودان الغربى وكتاب الوسيط فى تراجم أدباء شنقيط للأستاذ أحمد بن الأمين الشنقيطى