للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحرير، فانتكست أيضا الصناعة والتجارة. وزاد فى انتكاس التجارة اكتشاف البرتغاليين لطريق رأس الرجاء الصالح واستعمارهم للهند وحملهم عروضها وتوابلها عن هذا الطريق مستغنين بذلك عن طريق الشام ومصر القديم. وبذلك فقدت الشام فى أيام العثمانيين موردا ماليا ضخما كان على رأس مواردها التى أتاحت لحكامها بناء منشآتهم المعمارية الكثيرة من الأسوار والقلاع والحصون والقصور والمساجد والمدارس. وعم الكساد الشام طوال الحقب العثمانية. بل عم البؤس والظلم والخراب، كما عمت الفوضى الإدارية، وكلما تقدمنا دورة زمنية مع الحكم العثمانى ازدادت الشام انتكاسا وفسادا وظل ذلك سائدا طوال زمن العثمانيين حتى القرن التاسع عشر بل حتى نهاية حكمهم.

٥ - التشيع: الإسماعلية والإمامية-النصيرية-الدروز-الإسماعيلية النزارية أو الفداوية أو

الحشاشين.

[(ا) الإسماعلية والإمامية]

مرّ بنا-فى كتاب العصر العباسى الثانى-أن عبد الله بن ميمون القداح اتخذ سلمية قرب حماة بالشام حوالى منتصف القرن الثالث الهجرى مركزا للدعوة الإسماعيلية التى كانت تجعل الإمامة بعد جعفر الصادق فى ابنه إسماعيل لا فى ابنه موسى الكاظم مخالفين بذلك فرقة الإمامية الاثنى عشرية الشيعية. وانتقلت بعد إسماعيل فى أئمة مستورين، إلى أن فرّ المهدى بالله من سلمية إلى تونس وأسس هناك الدولة الفاطمية وصار إليها حكم مصر والشام منذ أواسط القرن الرابع الهجرى.

ونشط دعاتهم فى الديار الشامية يدعون إلى عقيدتهم التى تقصر إمامة المسلمين على أبناء علىّ بن أبى طالب من السيدة فاطمة الزهراء، زاعمة لهم العصمة وحق تأويل الذكر الحكيم ومعرفة أسراره، ولذلك سموا باسم الباطنية، وزعموا أن الأئمة يتوالون فى أدوار كل دور يتألف من سبعة منهم، والسابع هو الإمام الناطق الممثل للعقل الكلى وإليه تنتقل قدرة الله وعنه تصدر النفوس الكلية للأئمة الستة قبله، وأطلقوا اسم الذات العلية وكل صفات الله على أئمتهم.

وعرفت الشام بجانب العقيدة الإسماعيلية العقيدة الإمامية أو الاثنا عشرية التى يتوالى فى الإمامة بها عندهم اثنا عشر إماما يختمون بالإمام أبى القاسم محمد الذى اختفى وهو فى الثامنة من

<<  <  ج: ص:  >  >>