للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٢٨ كتابه «الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل». وتكثر أيام العثمانيين كتب الرحلات والفضائل وتقل قلة شديدة الكتب الجغرافية بمعناها الدقيق. وربما كان أكثر أهل الشام حينئذ نشاطا فى الكتابة عن دمشق ومساجدها ومدارسها ومواضع أحيائها وضواحيها ومزاراتها ابن (١) طولون الصالحى المتوفى سنة ٩٥٣ وله فى ذلك رسائل متعددة، وله أيضا وصف للطريق من الشام إلى مكة باسم «منازل الحج الشامى». ويكثر وصف الرحلات إلى القسطنطينية، وبدأها بدر (٢) الدين محمد الغزى المتوفى سنة ٩٨٤ بكتابه «المطالع البدرية فى المنازل الرومية» وتلاه محمد (٣) بن أحمد سكيكر المتوفى سنة ٩٨٧ للهجرة بوصف رحلته من حماة إلى القسطنطينية فى كتابه «زبدة الآثار فيما وقع لجامعه من الأسفار». ونلتقى برحلات متعددة إلى مصر، مثل «حاوى الأظعان النجدية إلى الديار المصرية» لأحمد (٤) بن داود الحموى المتوفى سنة ١٠١٦ ووصف محمد (٥) بن أحمد بن حافظ الدين القدسى المتوفى سنة ١٠٥٥ زياراته لدمشق والقدس والقاهرة فى كتابة «إسفار الأسفار فى أبكار الأفكار» كتبه بلغة مسجوعة بها غير قليل من التكلف. ولعبد الغنى النابلسى الصوفى الذى سنترجم له فيما بعد المتوفى سنة ١١٤٣ أربع رحلات إلى طرابلس وبعلبك والقدس ومصر. وربما كان أهم من جاءوا بعد ذلك فى زمن العثمانيين أحمد (٦) المنينى الطرابلسى المتوفى سنة ١١٧٢، وكان مدرسا بالجامع الأموى، وله كتاب «الإنعام (أو الإعلام) بفضائل الشام وهو شارح السيرة المشهورة التى ألفها العتبى للسلطان محمود الغزنوى.

[٣ - علوم اللغة والنحو والنقد والبلاغة]

أخذت الشام تعنى بتعلم العربية منذ وضع فيها العرب أقدامهم حتى تحسن النطق بالذكر الحكيم، وبمجرد أن تحولت مقاليد الخلافة إلى معاوية وأصبحت دمشق عاصمة الدولة الإسلامية


(١) انظر فى ابن طولون ترجمة شخصية له طبعت بدمشق بعنوان: الفلك المشحون فى أحوال محمد بن طولون وراجع الكواكب السائرة ٢/ ٥٢ وشذرات الذهب ٨/ ٢٩٨ وكراتشكوفسكى ٢/ ٦٨١ وما بعدها
(٢) انظر كراتشكوفسكى ٢/ ٦٨٥
(٣) راجع كراتشكوفسكى ٢/ ٦٨٧
(٤) انظر كراتشكوفسكى ٢/ ٦٩٠
(٥) راجع كراتشكوفسكى ٢/ ٦٩٢
(٦) انظر فى المنينى سلك الدرر للمرادى ١/ ١٣٣ وكراتشكوفسكى ٢/ ٧٥٧

<<  <  ج: ص:  >  >>