للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤ - التاريخ]

طبيعى أن يشغف بعض العلماء فى ليبيا بالكتابة فى التاريخ الإسلامى، كما شغف به كثيرون فى البلدان العربية، ومن أوائل مؤرخيهم عبد الرحيم بن عبد الله بن أبى زرعة البرقى المتوفى سنة ٢٥٦ للهجرة روى السيرة النبوية ومغازيها عن ابن هشام مؤرخها بالفسطاط، ويبدو أن أخاه أحمد رواها معه عن ابن هشام، ويقال إن لأحمد كتابا فى التاريخ دون إشارة إلى موضوعه، ويذكر ابن ناجى فى معالم الإيمان مؤرخين فى أجدابية، هما أبو العباس عبد الله بن عبد الرحمن الأجدابي المتوفى سنة ٣٨٤ وأبو عبد الله الحسين بن عبد الرحمن الأجدابي المتوفى سنة ٤٣٢ ونلتقى فى طرابلس بمؤرخين لها، هما الحسن بن فراج المتوفى سنة ٥٢١ وعلى بن عبد الله بن مخلوف الطرابلسى المتوفى سنة ٥٣٣. ومن المؤرخين المهمين فى القرن العاشر الهجرى كريم الدين البرموني المصراتى المتوفى سنة ٩٩٩ للهجرة، وأبوه مصرى نزل مصراته مع الشيخ زروق فى عودته من مصر، وقد بدأ كريم الدين تعلمه فى زاوية الشيخ زروق ثم تركها إلى زاوية الشيخ المحجوب، وشغف بالتاريخ وله فيه كتاب روضة الأزهار ومنية السادات الأبرار، وفيه عرّف بطائفة كبيرة من الأتقياء الصالحين وبأنساب الأشراف فى طرابلس وأنساب بعض القبائل العربية وله بجانب هذا الكتاب كتاب عن عبد السلام الأسمر الصوفى معاصره المار ذكره بين المتصوفة.

ويشتهر بين علماء نفوسة الإباضيين مؤرخان، أولهما أحمد بن سعيد الدرجينى الفقيه الإباضى فى القرن السابع وله كتاب طبقات المشايخ ومنه نسخة مخطوطة بدار الكتب المصرية، وفيه عرض تراجم مفصلة لأئمة المذهب الإباضى رتّبها فى طبقات كل طبقة تضم خمسين عاما حتى نهاية القرن السادس الهجرى، والثانى أبو العباس بدر الدين أحمد بن عثمان بن عامر الشماخى المذكور بين الفقهاء الإباضيين وله فى تاريخ الأئمة الإباضية كتاب «السير»، وفيه يعرّف بالمذهب الإباضى منذ نشأته ويترجم لرجاله حتى أوائل القرن العاشر الهجرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>