البويهيون (١) أسرة فارسية تنسب إلى بويه، وهو فارسى ديلمى، ويقال إنه كان صيّادا على بحر قزوين، وكان أبناؤه على والحسن وأحمد من حوله يحتطبون. ونراهم حين صار إليهم الملك ينسبهم المؤرخون-ملقا لهم فيما يبدو-إلى الملك الساسانى بهرام جور. ومهما يكن فقد التحق بويه وأبناؤه بخدمة ما كان بن كاكى، حتى إذا انتصر عليه مرداويج الزّيارى صاحب جرجان تحولوا إليه، وأيدوه فى حروبه ضد الدولة العلوية الزيدية بطبرستان، فولّى عليا الكرج فى الجنوب الشرقى من همذان سنة ٣٢٠ للهجرة، ولم يلبث على أن استولى على فارس وأرّجان واتخذ شيراز مقرا له. وقتل مرداويج فى سنة ٣٢٣ فاستولى هو وأخوه الحسن على أصفهان والرّىّ اللتين كانتا تابعتين له وتولى الحسن شئونهما وشئون بلاد الجبل، واستولى أخوهما أحمد على كرمان، وظل يتقدم تدريجا نحو الغرب حتى استولى على الأهواز سنة ٣٢٦ ومضى يتقدم حتى استولى على واسط، وفى هذه الأثناء كانت المجاعة تهدد بغداد، وكان الجند الأتراك ثائرين على الخليفة وقواده لعجزه عن دفع رواتبهم، فوجد أحمد الأبواب جميعها مفتوحة إلى بغداد فدخلها فى جمادى الأولى سنة ٣٣٤. ورحّب به الخليفة المستكفى منقذا ومخلّصا، ومنحه إمرة الأمراء ولقّبه معز الدولة، ولقّب أخاه عليا صاحب فارس وشيراز عماد الدّولة والحسن صاحب بلاد
(١) انظر فى الدولة البويهية تجارب الأمم لمسكويه وذيله لأبى شجاع والمنتظم لابن الجوزى وتاريخ ابن الأثير وابن خلدون والنجوم الزاهرة لابن تغرى بردى وأحسن التقاسيم للمقدسى فى مواضع متفرقة وابن خلكان فى تراجم أمرائها وكذلك الجزء الثانى من كتاب اليتيمة للثعالبى وابن طباطبا (الفخرى فى الآداب السلطانية) والحضارة الإسلامية فى القرن الرابع الهجرى لآدم ميتز (طبعة القاهرة) ص ٢٧ وما بعدها وتاريخ الشعوب الإسلامية لبروكلمان ص ٢٤٤ وتاريخ الأدب فى إيران من الفردوسى إلى السعدى لبراون ترجمة الدكتور إبراهيم أمين الشواربى ومادة بنى بويه فى دائرة المعارف الإسلامية.