١٢٤٥ هـ/١٨٢٩ م وتعودان إلى الدولة العثمانية سنة ١٢٨٨ حتى يستخلصهما منها فى العصر الحديث الملك عبد العزيز آل سعود.
وكانت قطر قد دخلت مع الأحساء والقطيف فى حوزة العثمانيين سنة ١٢٨٨ هـ/١٨٧١ م وظل آل ثانى رؤساءها إلى أن نفض طاعة العثمانيين منهم الشيخ قاسم فى العصر الحديث، واستقل ببلاده سنة ١٣١٠ هـ/١٨٩٢ م وتظل أسرته متولية أمرها ومدبرة شئونها إلى اليوم.
٢ - المجتمع (١)
يتقابل فى الجزيرة أهل بواد وأهل حواضر، والأولون عرب خلّص، وقد دخل على الثانين أخلاط من أجناس مختلفة إفريقية وآسيوية، والغلبة للعنصر العربى فهو قوام الحواضر. وربما كانت مكة بالذات من الحواضر التى كثر إليها نزوح الأجانب، إذ توطنها كثيرون من المسلمين الوافدين عليها للحج ابتغاء رضوان الله، وهم عناصر شتى من كل أنحاء العالم الإسلامى، ومثلها المدينة وإن لم تبلغ درجتها من هذا التوطن. والعلاقة بين اليمن والحبشة قديمة مما جعل كثيرين من الأحباش والإفريقيين ينزلون بها، ومرت بنا دولة آل نجاح فى زبيد، وهم أحباش أو من أصل حبشى. ومن قديم كان الفرس ينزلون فى عمان ومدن الخليج، وكان كثير منهم يستوطنها، ولا يزال هذا شأنهم إلى اليوم. وبالمثل كان ينزل فى مدن الخليج وعمان إفريقيون كثيرون، وثورة الزنج بالبصرة فى القرن الثالث الهجرى مشهورة، ونسمع عنهم بعد ذلك كثيرا فى البحرين، وكانوا كثيرين فى عمان منذ أخذت تستولى فى القرن الثالث على سقطرة وبعض الجزر، ونراها بعد ذلك تستولى على زنجبار وبعض شواطئ إفريقية الشرقية.
وكان عرب نجد يعيشون معيشة بدوية تعتمد على رعى الإبل والأغنام، ويحفّها غير
(١) انظر فى مجتمع الجزيرة صبح الأعشى والنجوم الزاهرة فى مواضع متفرقة وتاريخ اليمن لعمارة ومروج الذهب للمسعودى: الفصل الخاص بالغناء والموسيقى فى الجزء الرابع والعقود اللؤلؤية للخزرجى وعنوان المجد فى تاريخ نجد لابن بشر وشعر الغناء الصنعانى للدكتور محمد عبده غانم (نشر وطبع دار الكاتب العربى ببيروت) ورحلة ابن بطوطة وديوان ابن مقرب العيونى وتحفة المستفيد بتاريخ الأحساء فى القديم والجديد وتحفة الأعيان بسيرة أهل عمان للسالمى وقلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة.