ويغلب على البحرين بعد هذه الدولة دولة بنى عصفور من بنى عامر بن عوف العقيليين، وتتوطد العلاقة بينهم وبين سلاطين مصر المماليك بعد هزيمتهم للتتار، ويقدم منهم وفد على السلطان بيبرس فيكرم وفادته، ويظلون يفدون على المماليك. وعلى رأس سنة سبعمائة للهجرة ينتقل ملك البحرين إلى سعيد بن مغامس من بنى جبر، وينتزعها منه بنو جروان من بنى عامر بن عوف العقيليين ويظلون يحكمونها حتى سنة ٨٢١ وفى عهدهم استولى المغول على جزيرة أوال وظلت فى أيديهم مدة.
ويعود بنو جبر إلى الاستيلاء على البحرين، إذ خلّصها من بنى جروان سيف بن زامل، واتسع نفوذه فى نجد، وخلفه أخوه زامل ثم ابنه أجود. ودبّ الشقاق بين أبناء الأسرة، فأخذها منهم راشد بن مغامس. وفى هذه الأثناء وفى غفلة من حكام البحرين استولى البرتغاليون فى سنة ٩٢٢ على جزيرة أوال (البحرين الحالية) والقطيف وقطر، وظلوا بتلك الديار حتى طردتهم منها الدولة العثمانية وسرعان ما استولت على الأحساء سنة ٩٦٣.
وقد انفصلت قطر عن البحرين قبيل نهاية القرن العاشر الهجرى بزعامة آل ثانى، وكانوا من يبرين، فزاحموا قبيلة عبد القيس وتغلبوا عليها. أما بقية البحرين الشاملة حسب اصطلاح هذا العصر للأحساء والقطيف أو بعبارة أخرى للإقليم الشرقى من المملكة العربية السعودية، والشاملة أيضا لجزيرة أوال فقد قام عليها بنو خالد منذ سنة ١٠٨١ واستولى عباس الصفوى على أوال سنة ١٠٩٢ وظلت تابعة للدولة الصفوية حتى سنة ١١٢٣ واستولى عليها بعد ذلك نادر شاه ملك فارس سنة ١١٥٠ واستخلصها سنة ١١٩٧ هـ/١٧٨٢ م أحمد بن محمد بن خليفة من أهل الزبارة ولا تزال أسرته تحكمها إلى اليوم، ووقّع أحدها وهو الشيخ محمد بن خليفة معاهدة مع الإنجليز سنة ١٢٨٤ هـ/١٨٦٧ م دخلت أوال (البحرين الحالية) بمقتضاها فى حمايتهم إلى أن استقلت أخيرا.
وظل يلى الأحساء والقطيف بنو خالد منذ سنة ١٠٨١ كما أسلفنا، وكان أول من وليهما منهم براك بن غرير حتى وفاته سنة ١٠٩٣، وخلفه ابنه أو أخوه محمد على اختلاف فى الروايات، فسعدون بن محمد، فسليمان أخوه المتوفى سنة ١١٦٦ ووليهما بعده عرعر، فابنه بطين، فأخوه دجين، فأخوهما سعدون، فأخوهم دويحس وقد اشتبك مع سعود ابن عبد العزيز سنة ١٢٠٤ هـ/١٧٨٩ م فى حروب رجحت فيها كفة سعود. وتتطور الظروف وتنشب الحرب بين محمد على والسعوديين. ويعود بنو خالد إلى حكم الأحساء والقطيف، غير أن الحاكم السعودى تركى بن عبد الله يضطرهم إلى تسليمهما سنة