للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زياد (١) الأعجم

مولى لقبيلة عبد القيس، أصله ومولده ومنشؤه بأصبهان، وكانت فيه لثغة شديدة سبق أن تحدثنا عنها، وكان يحسن فنّ المديح إحسانا رائعا، وممن ظلّ يمدحهم طويلا عمر بن عبيد الله بن معمر والى فارس، وفيه يقول:

سألناه الجزيل فما تأبّى ... وأعطى فوق منيتنا وزادا

وأحسن ثم أحسن ثم عدنا ... فأحسن ثم عدت له فعادا

أخ لك لا تراه الدهر إلا ... على العلاّت بسّاما جوادا

ويروى أن ابن معمر عدّ أبيات هذه القصيدة، فأعطاه على كل بيت ألفا. وما زال يلزمه حتى توفّى، فولى وجهه نحو خراسان، فمدح عبد الله بن الحشرج والى سجستان، وتوفّى فرثاه رثاء حارّا، تمثلنا فيما سلف ببيت منه، وحدث أن مدح المهلّب وعنده كعب الأشقرى والمغيرة بن حبناء، فأمر لهم بجوائز، وفضّل زيادا، ولاحظ-كما أسلفنا-لكنته فى قوله:

فتى زاده السّلطان فى الخير رفعة ... إذا غيّر السّلطان كلّ خليل

إذ نطق السلطان «الشلتان» بإبدال السين شيئا والطاء تاء، فوهب له غلاما فصيحا ينشد شعره. وغاظ صنيع المهلب بزياد المغيرة بن حبناء وكعبا، وانتدب له المغيرة، فتهاجيا طويلا. ولم يلبث أن تهاجى مع كعب، وتفوق عليه فى عدة قصائد يقول فى إحداها هاجيا قبيلته:

قبيّلة خيرها شرّها ... وأصدقها الكاذب الآثم

وضيفهم وسط أبياتهم ... وإن لم يكن صائما صائم

وهاجى قتادة بن مغرّب اليشكرى، وفى قبيلته هو الآخر يقول:

ويشكر لا تستطيع الوفاء ... وتعجز يشكر أن تغدرا


(١) انظر فى ترجمة زياد أغانى (دار الكتب) ١٥/ ٣٨٠ وابن سلام ص ٥٥٧ والشعر والشعراء ١/ ٣٩٥ ومعجم الأدباء؟ ؟ ؟ /٢٢١ والخزانة ٤/ ١٩٣ والاشتقاق ص ٣٣٣ وراجع أغانى (دار الكتب) ١٣/ ٨٩ وما بعدها وذيل الأمالى ص ١٠ والجزء الخامس من الطبرى فى مواضع متفرقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>