للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والسبل: داء يصيب العين بغشاوة كأنها نسج العنكبوت بعروق حمر، وهو لا يريد هذا المعنى فهو لا يريد الدعاء على الخزان وإنما يريد الدعاء لأرض مصر ونيلها وأن تزيد عروق قمح وسبل كما تقول العامة أو سنبلات. ومن تورياته:

شهر الصيام تولّى ... فراقه يوم عيدى

فقيل شيّع بستّ ... فقلت أيضا وسيدى

وكلمة «ست» لها معنيان معنى قريب هو الأيام الستة البيض التى تصام نفلا بعد رمضان، ومعنى ثان هو السيدة، وقد وجه العبارة إلى هذا المعنى كما يشهد بذلك الشطر التالى. ولم تعن كتب الأدب والتراجم برواية شئ من بلاليقه. ومن موالياته:

مزجت يوما مع الحبّ الرشيق القد ... وقلت آهى على من قبلك فى الخدّ

فسلّ سيفو من اجفانو لقتلى حدّ ... قلت انتهى الأمر يا حبّى لهذا الحدّ

وفى كلمة «الحد» الأخيرة تورية إذ لها معنيان: العقوبة مثل كلمة الحد السابقة، والنهاية المفرطة. ومن موالياته أيضا:

رمى، أصاب صميم القلب زين الزّين ... واصبحت مضنى قلق أخشى حلول الحين

وكنت قبل خلى لم أشك وشك البين ... سالم من العشق حتى صابنى بالعين

ولكلمة «صابنى بالعين» معنيان هما الحسد، وإصابة المحب لمحبوبه بعينه وسهامها القاتلة. وله مواليات وأشعار مفحشة كثيرة كان يقولها تظرفا لأهل زمنه.

الغبارى (١)

هو خلف بن محمد الغبارى عاش فى القرن الثامن الهجرى، وكان فقيها وعالما وأديبا وشاعرا ينظم الشعر الفصيح ولكنه اشتهر بنظم الزجل. ونرى السلاطين منذ الناصر بن قلاوون يقربونه منهم، كما نراه ينظم أزجالا مختلفة فى أحداث مصر، ولا يعرف تاريخ وفاته، ويقال إن مئذنة


(١) انظر فى الغبارى تاريخ ابن إياس فى مواضع متفرقة من القرن الثامن الهجرى، وراجع زجلا له فى عقود اللآل للنواجى ص ٢٥٥ وكتاب «الزجل والزجالون» لأبى بثينة ص ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>