للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحزن فى مهجتى والنار فى كبدى ... والدّمع يشهد لى فاستشهدوا بصرى

ولعلنا لا نبعد إذا قلنا إنه هو الذى وضع فى التصوف الإسلامى فكرة أن الأديان جميعا تؤدّى إلى الله. وفقط تختلف شعائرها، ولكنها تتحد فى الغاية.

وبذلك تخطّى حدود الإسلام إلى حدود الديانات جميعا، مما جعله يقول:

ألا أبلغ أحبّائى بأنى ... ركبت البحر وانكسر السّفينة

ففى دين الصّليب يكون موتى ... ولا البطحا أريد ولا المدينة

وهو لا يريد أن يقول إنه انسلخ عن الإسلام وأصبح لا يريد الموت فى بطحاء مكة ولا فى المدينة المقدسة، إنما يريد أن يقول إنه يرى الله فى المسجد وفى الدّير وفى كل معبد من معابد الديانات. فالديانات جميعا عنده سواء. وفى الحق أن أشعاره وأقواله تحمل كثيرا من الإيهام والغموض حتى لتصبح أحيانا-كما فى كتابه الطواسين-ألغازا خالصة.

الشبلىّ (١)

كنيته أبو بكر، واسمه دلف بن جحدر، وقيل: جعفر بن يونس، وقيل جعفر بن دلف، وقيل غير ذلك. وأصل أهله من أشروسنة جنوبى طشقند الحالية. فهو تركى العرق. رقى أبوه فى قصر الخلافة حتى أصبح حاجب الحجّاب، وكان خاله يلى إمرة الإسكندرية بمصر. ويبدو أنه استعان به فى عمله لعدة سنوات إذ يزعم بعض من تحدثوا عنه أنه كان مصريّا وأنه ورد بغداد من مصر. وقد تركت مصر والإسكندرية فيه بعض طوابعهما. إذ نراه يعتنق مذهب


(١) انظر فى الشبلى وحياته وأشعاره السلمى ص ٣٤٠ وتاريخ بغداد ١٤/ ٣٨٩ وابن خلكان ونشوار المحاضرة للتنوخى ١٧٢ والديباج المذهب لابن فرحون ص ١١٦ وصفة الصفوة ٢/ ١٦١ والأنساب للسمعانى الورقة ٣٢٩ وتذكرة الأولياء لفريد الدين العطار ٢/ ١٢٧ وحلية الأولياء لأبى نعيم ١٠/ ٣٦٧ وتلبيس إبليس لابن الجوزى ٣٤٧ وشذرات الذهب ٢/ ٣٣٨ وروضات الجنات ص ١٦٠ وديوانه (طبع المجمع العلمى العراق) بتحقيق كامل مصطفى الشيبى وما ذكر فيه وفى تقديمه من مراجع

<<  <  ج: ص:  >  >>