للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتظل المسمطات وخاصة المخمسات تلقانا أيام العثمانيين فى كتب التراجم من مثل ريحانة الألبا ونفحة الريحانة وتاريخ الجبرتى. ولأبى السعود الشعرانى المتوفى سنة ١٠٨٨ من مخمّس نبوى (١):

يا حادى العيس إن حفّت بك الكرب ... الحق-هديت-بركب ساقه الطّرب

وقل لصبّ غدا بالشوق ينتحب ... لمهبط الوحى حقّا ترحل النّجب

وعند هذا المرجّى ينتهى الطلب

وتستمر فى المخمس قافية الشطر الخامس فى الشطور الخامسة من الأدوار التالية بائية على نحو ما قدمنا فى قاعدة نظمه.

[(ب) الرباعيات]

مرّ بنا فى كتاب العصر العباسى الأول كثرة الرباعيات عند أبى نواس وأبى العتاهية. والرباعية أربعة شطور من الشعر تؤلف بيتين، تتحد شطورهما الأولى والثانية والرابعة فى القافية، أما الشطر الثالث فقد يتحد مع تلك الشطور فى قافيته وقد لا يتحد. ولم يكن شعراء العصرين: العباسى الأول والثانى يقصرون الرباعية على وزن معين. حتى إذا مضينا فى هذا العصر: عصر الدول والإمارات وجدنا الفرس يكثرون من استخدامها مع تسميتها باسم «دو بيت» أى بيتين.

ويشركهم شعراء العرب فى ذلك، واستحدثوا جميعا لها وزنين هما: «فعلن فعلن مستفعلن مستفعلن» و «فعلن متفاعلن فعولن فعلن» على نحو ما صورنا ذلك فى حديثنا عن الرباعيات فى قسم العراق بالجزء الخامس من هذه السلسلة، وما نمضى فى زمن الدولة الأيوبية حتى نجد الشعراء يكثرون من الرباعيات، من مثل قول ابن ممّاتى (٢):

يا غصن أراك حاملا عود أراك ... حاشاك إلى السّواك يحتاج سواك

قل لى أنهاك عن مجيئك نهاك ... لو تمّ وفاك بست خدّيك وفاك

وممن نظموا فيها ابن النبيه وابن مطروح وابن قزل وغيرهم، ويقول ابن سعيد الأندلسى الذى زار القاهرة بأخرة من تلك الدولة كما مر بنا: «كثير من أهل القاهرة من يقول الدّوبيت»


(١) نفحة الريحانة للمحبى (طبعة الحلبى-تحقيق عبد الفتاح الحلو) ٤/ ٥٣٨
(٢) معجم الأدباء ٦/ ١٢٤ والأراك شجر يتخذ منه السواك، وفاك أى فمك، وسمى صاحبته غصنا لاستواء قامتها. والنهى: العقل.

<<  <  ج: ص:  >  >>