للسخاوى وكتاب النجوم الزاهرة لابن تغرى بردى وكتابى السلوك والخطط للمقريزى وكتاب بدائع الزهور لابن إياس. ولا يكاد يوجد شاعر نابه زمن الأيوبيين والمماليك إلا وله ديوان مطبوع فقد طبعت دواوين القاضى الفاضل وابن سناء الملك وابن النبيه والبهاء زهير وابن مطروح وابن الفارض والبوصيرى والقيراطى وابن نباتة وغيرهم، بل طبعت دواوين لبعض الشعراء الفاطميين مثل تميم بن المعز وابن وكيع والشريف العقيلى والمؤيد الشيرازى وظافر الحداد وطلائع بن رزيك وابن قلاقس.
ويظل لمصر نشاطها الشعرى زمن العثمانيين، ويؤلف شهاب الدين الخفاجى المتوفى سنة ١٠٦٩ كتابا فى شعراء زمنه سماه «ريحانة الألبّا»، خص مصر بالقسم الثالث منه ويذيّل على الريحانة؟ ؟ ؟ المحبى المتوفى سنة ١١١١ بكتاب سماه «نفحة الريحانة» جعل لشعراء مصر قسما كبيرا منه، وبالمثل يذيل على نفحة الريحانة ابن معصوم المدنى المتوفى سنة ١١١٧ بكتاب سماه «سلافة العصر» ترجم فيه لطائفة من شعراء مصر لزمنه. وتلقانا تراجم مختلفة للشعراء المصريين فى شذرات الذهب للعماد وهو لا يتجاوز بتراجمه القرن العاشر. ونلتقى بطائفة منهم عند المحبى فى كتابه خلاصة الأثر فى أعيان القرن الحادى عشر وكذلك عند المرادى المتوفى سنة ١٢٠٦ فى كتابه «سلك الدرر فى أعيان القرن الثانى عشر» وأهم منه ومن العماد تاريخ الجبرتى، وهو يعنى فى الجزءين الأولين بتراجم شعراء مصر حتى نهاية القرن الثانى عشر أى حتى نهاية أيام العثمانيين.
[٣ - شعر دورى ورباعيات وموشحات وبديعيات]
[(ا) الشعر الدورى]
ذكرنا فى كتاب العصر العباسى الأول ما نفذ إليه الشعراء العباسيون من تجديد فى الأوزان، وأهم من ذلك ما نفذوا إليه من تجديد فى القوافى أتاح لهم أن يستحدثوا اللون الشعرى المعروف باسم المزدوج، وقد خصّوا به منظومات الشعر التعليمى، وفيه تتحد القافية فى كل شطرين متقابلين وتتغير من بيت إلى بيت، وكأن الوحدة فيه لم تعد البيت، وإنما أصبحت الشطر. ويكثر بمصر كما يكثر بغيرها من الأقاليم العربية نظم المزدوجات التعليمية، وكادوا لا يتركون علما دون أن ينظموا فيه الأراجيز المزدوجة، وأكثروا من ذلك فى النحو واللغة والقراءات، حتى الطب تلقانا فيه مزدوجات كثيرة. ومن أوائل ما يلقانا بمصر مزدوجة لابن وكيع التنيسى المتوفى سنة ٣٩٣