للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعرائهم غير منازع أبو بكر العيذى. وله مدائح طنانة فى الداعى الزريعى عمران بن محمد ابن سبأ من مثل قوله (١):

ما إن تخطّ يد العلى أوصافه ... إلا بسمر الخطّ لا بيراع (٢)

لو أن تبّع كان أدرك عصره ... أضحى له من جملة الأتباع

خضعت له غلب الملوك وإنما ... خضعت لضرّار لها نفّاع

وعنت لعالى القدر منه مؤيّد ... ماضى الأوامر فى الزمان مطاع

والمال مقتسم مشاع عنده ... بيد النّدى والمجد غير مشاع

وروى له العماد فى الخريدة مدائح كثيرة معجبا بها، وذكر أنه كان وزير الدولة الزريعية وصاحب ديوان الإنشاء بها، وينقل عن عمارة اليمنى إشادة قوية ببيانه وبلاغته. ومع كثرة ما أنشده العماد من مدائحه للداعى الزّريعى لا نجد فيها إشارات للمذهب الإسماعيلى، وبالمثل ما أنشده لشعراء الصليحيين، والعماد فى خريدته يتحاشى مثل هذه الإشارات إلا ما جاء عفوا على نحو ما يلاحظ فى القسم الخاص بشعراء الدولة الفاطمية فى مصر، واتخذت موقفه أكثر كتب التراجم فى عصره وبعد عصره، وحرى بنا أن نقف عند ثلاثة من الشعراء الإسماعيليين اليمنيين فى العصر، وهم ابن القم، والسلطان الخطاب، وعمارة اليمنى.

ابن القمّ (٣).

هو أبو عبد الله الحسين بن على بن القم، ولد بزبيد، وبها نشأ وتلقى معارفه، واستيقظت موهبته الأدبية مبكرة على ما يظهر، وكان أبوه على من أنصار على بن محمد الصليحى وشيعته، فحين ولّى الأسعد بن شهاب على زبيد وتهامة بعد استيلائه عليهما سنة ٤٥٢ جعله وزيره. ويبدو أن الأب ألحق ابنه بدواوين على الصليحى فى صنعاء منذ سنة ٤٥٨ على الأقل إذ نجده يهنئ المكرم ابنه بزواجه من السيدة أروى الملقبة بالملكة الحرّة فى هذه السنة منشدا:

وكريمة الحسبين تكنف قصرها ... أسد تخاف الأسد من صولاتها

ظفرت يداك بها فبخّ إنما ... لك تذخر العلياء مضنوناتها


(١) الخريدة (قسم الشام) ٣/ ١٨٢.
(٢) سمر الخط: الرماح. اليراع: القلم.
(٣) انظر ترجمته وأشعاره فى الخريدة (قسم الشام) ٣/ ٧٤ ومعجم الأدباء ١٠/ ١٣٢ وفوات الوفيات (نشر مكتبة النهضة المصرية) ١/ ٢٧٨ ومعجم البلدان: مادة أشيح وكتاب «الصليحيون» للهمدانى فى صفحات مختلفة (انظر الفهرس) والمخلاف السليمانى ٢/ ٤١. وراجع أيضا فى ترجمته وشعره المفيد فى أخبار صنعاء وزبيد لعمارة اليمنى تحقيق محمد بن على الأكوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>