للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويضعف شأن آل باكثير، ويصبح ليافع وعشائرها الكلمة العليا فى البلاد، ويتحول الحكم والسلطان إليها حتى سنة ١٢٦٣ إذ يعيد غالب بن محسن الكثيرى دولة آله ويستولى على تريم، غير أن الشحر وأكثر البلاد تظل فى قبضة اليافعيين، ويشتهر من بينهم عمر بن عوض القعيطى اليافعى ثم ابنه عوض الذى أخطأ خطأ فاحشا فى حق بلده وأمته بتوقيع معاهدة مع الإنجليز سنة ١٣٠٥ هـ‍/١٨٨٨ م أصبحت بها حضرموت إحدى حامياتهم على بحر العرب، وصمة فى جبينه ما بعدها وصمة.

وظفار هضبة يبلغ ارتفاعها ثلاثة آلاف قدم، وفوق جبالها تنمو أشجار الكندر (اللّبان) الذى يستعمله الهنود فى معابدهم، وتاريخها غامض ومن أمرائها محمد بن أحمد المنجوى، وخلفه سالم بن إدريس الحبوظى الذى مر بنا غزوه لحضرموت وقضاء الرسوليين عليه، وكانوا يولون عليها نائبا لهم. وفى القرن السادس عشر الميلادى حكم البلاد سيف الإسلام الغسانى وهو من صنعاء، وكانت قلعة بلد مقر حكمه، وفى القرن السابع عشر الميلادى استولى عليها بنو كثير الحضرميون، ولا يعرف عنها شئ فى القرن الثامن عشر، وحكمها علوى فى القرن التاسع عشر، وقتله بنو قرا، وحاول العثمانيون حين عادوا إلى اليمن فى هذا القرن فرض سيادتهم عليها. وفزعوا إلى سعيد بن تركى بن سعيد جد أمراء عمان، وظلت منذ هذا التاريخ تابعة لهم.

عمان وأمراؤها (١)

تمتد عمان على الشاطئ الجنوبى الشرقى لجزيرة العرب مشرفة على المحيط الهندى وبحر العرب من جهة وعلى الخليج العربى من جهة ثانية، وقد ثار بها الخوارج الإباضية منذ زمن الحجاج فى عصر بنى أمية، وكانوا يتخذون مدينة نزوى فى الداخل جنوبى الجبل الأخضر مركزا لهم، وكانوا يستولون عليها فى أكثر سنوات القرن الثالث الهجرى، وتغلّب على عمان أبو طاهر القرمطى عند اقتلاعه الحجر الأسود من الكعبة سنة ٣١٧ وخطب بها لعبيد الله المهدى، وترددت عليها ولاة القرامطة والروافض إلى أن استعادها منهم الإباضية سنة ٣٦٢ وظلوا مسيطرين عليها حقبة من الزمن. يدل على ذلك أننا نجد


(١) انظر فى عمان وتاريخها وأمرائها ودولها تاريخ ابن الأثير وتاريخ ابن خلدون وصبح الأعشى ومعجم البلدان لياقوت فى مواضع متفرقة وتحفة الأعيان بسيرة أهل عمان لنور الدين السالمى وعمان تاريخ بتكلم لمحمد ابن عبد الله السالمى وعمان قديما وحديثا لمحمد على الزرقا والإمارات السبع لأحمد البورينى ومقدمة تاريخ العرب الحديث للدكتور عبد الكريم غرايبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>