للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو الأسود الدّؤلى (١)

اسمه ظالم بن عمرو من بنى كنانة، ولى قضاء البصرة فى ولاية عبد الله ابن عباس عليها لعلى بن أبى طالب، ولما خرج على إلى العراق لزمه فى حروبه، ودخل بعد وفاته فيما دخل فيه الناس من بيعة معاوية، ولكنه ظل يعلن تشيعه لآل البيت. وهو أول من وضع النقط فى المصاحف لتصوير حركات الإعراب.

وهو يعدّ من وجوه التابعين وفقهائهم ومحدّثيهم. وله مدائح وأهاج فى معاصريه وأشعار فى أزواجه، ويقال إنه كان بخيلا شحيحا، وهو مع ذلك كان تقيّا صالحا، وله أشعار كثيرة فى الزهد من مثل قوله:

وإذا طلبت من الحوائج حاجة ... فادع الإله وأحسن الأعمالا

فليعطينّك ما أراد بقدرة ... فهو اللطيف لما أراد فعالا

ودع العباد ولا تكن بطلابهم ... لهجا تضعضع للعباد سؤالا (٢)

إن العباد وشأنهم وأمورهم ... بيد الإله يقلّب الأحوالا

وهو فى زهده لا يدعو إلى الخمول بل يدعو إلى السعى فى الدنيا والمشى فى مناكبها، حتى يكسب المرء لنفسه ما يحيا به حياة كريمة، يقول لابنه:

وما طلب المعيشة بالتمنى ... ولكن ألق دلوك فى الدّلاء

تجئك بملئها يوما ويوما ... تجئك بحمأة وقليل ماء (٣)

ولا تقعد على كسل تمنّى ... تحيل على المقادر والقضاء


(١) انظر فى ترجمته الأغانى (طبع دار الكتب) ١٢/ ٢٩٧ والشعر والشعراء ٢/ ٧٠٧ وأخبار النحويين البصريين ص ١٣ وطبقات ابن سعد ج ٧ ق ١ ص ٧٠ وأسد الغابة ٣/ ٦٩ والإصابة ٣/ ٣٠٤ والخزانة ١/ ١٣٦ وروضات الجنات ص ٣٤١ وطبقات القراء لابن الجزرى ١/ ٣٤٥ ومعجم الأدباء ١٢/ ٣٤ وإنباه الرواة على أنباه النحاة ١/ ١٣ وتاريخ دمشق لابن عساكر ٧/ ١٠٤ ومعجم الشعراء للمرزبانى ص ٦٧. وله ديوان نشره عبد الكريم الدجيل ببغداد.
(٢) تضعضع: تذل وتخضع.
(٣) الحمأة: الطين الأسود.

<<  <  ج: ص:  >  >>