كان أول ظهور للدعوة الإسماعيلية فى الجزيرة العربية على يد حمدان قرمط الذى ينسب إليه القرامطة، وقد أخذ يدعو دعوته القرمطية الإسماعيلية منذ فواتح الربع الأخير من القرن الثالث للهجرة فى سواد الكوفة والبصرة. وأرسل أحد دعاته المسمى أبا سعيد الحسن بن بهرام الجنّابى إلى البحرين، فنشر الدعوة فيها واستطاع فى سنة ٢٨٦ أن يؤسس بها لنفسه وأبنائه دولة هناك، على نحو ما مرّ بنا فى غير هذا الموضع. وظلت دولته قائمة يتناوب عليها أبناؤه وأحفاده حتى سنة ٣٥٨ إذ قطعوا علاقتهم بالفاطميين نهائيا-ودخلوا فى طاعة الخليفة العباسى وخطبوا له على المنابر، وبذلك يتضح كيف أن الأعصم أميرهم حارب الفاطميين-كما مرّ بنا-تحت راية العباسيين سنة ٣٦٠. وقد أرسل حمدان قرمط داعيين من دعاته إلى اليمن أحدهما يمنى هو على بن الفضل والثانى كوفى هو منصور بن حوشب، واستطاع على أن يستولى على صنعاء، كما مر بنا فى غير هذا الموضع، غير أنه قلب للقرامطة وللفاطميين ظهر المجن، فأخذ يدعو لنفسه، وزعم لأتباعه أنه نبى وأنه جاءهم بشريعة جديدة تحلّ لهم المحارم والمآثم وترفع عنهم الصلاة والصيام والحج، ويروى أنه صعد يوما المنبر وأنشد له أو لبعض شعرائه (١).
خذى العود يا هذه واضربى ... نقيم شرائع هذا النّبى
تولّى نبىّ بنى هاشم ... وجاء نبىّ بنى يعرب
أحلّ البنات مع الأمهات ... ومن فضله زاد حلّ الصّبى