هو إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عسكر، ولد لأبيه سنة ٧٢٦. والقيراطى نسبة إلى قيراط بلدة بمحافظة الشرقية سميت فيما بعد باسم كفر النحال وضمّت إلى مساكن مدينة الزقازيق، كان أبوه شيخا جليلا ولى القضاء بالمنوفية ودمياط وأسيوط، ودرس فى مدرسة كانت تجاور الإمام الشافعى وبمشهد السيدة نفيسة والجامع الأزهر توفى سنة ٧٤٠. ونشأ برهان الدين بالقاهرة وحفظ القرآن الكريم واختلف إلى حلقات العلماء إلى أن برع فى الفقه وعلمى الأصول والعربية وأكبّ على كتب الحديث وأخذها عن أئمتها، ودرّس وحدّث بالقاهرة. واستيقظت فيه مبكرة موهبته الشعرية، فكان ينظم المدائح ويدبجها فى السلطان حسن وغيره، وسلك فى شعره طريقة ابن نباتة، وتلمذ له وراسله. وله فى وصف شعره ونثره تقريظ بديع احتفظ بفقرات منه الحموى فى باب الاقتباس بخزانته. ويقول ابن تغرى بردى فى ترجمته بالمنهل الصافى:«هو شاعر عصره بعد الشيخ جمال الدين بن نباتة وأقرب الناس إليه من دون تلامذته ومعاصريه من شعراء عصره، مع علمى بمن عاصره من الشعراء ولا حاجة لنا إلى ذكرهم فإنه أرق وأحلى وأرشق». ويقول ابن حجر:«كان له اختصاص بالشيخ السبكى وأولاده وله فيهم مدائح ومراثى وبينهم مراسلات» ويقول ابن العماد فى الشذرات: «له فى تاج الدين السبكى غرر المدائح» واحتفظ تاج الدين فى كتابه «طبقات الشافعية» بمراسلات بينه وبين القيراطى استغرقت نحو ثمانين صحيفة، وأنشد مرثية له فى أبيه مطلعها:
أمسى ضريحك موطن الغفران ... ومحلّ وفد ملائك الرحمن
ورأى أن يجاور بمكة مثل كثيرين من علماء عصره وقبل عصره، فرحل إليها، وأخذ عنه جماعة من علمائها والقادمين عليها ورووا عنه ديوانه. ويذكر ابن حجر بعض تلاميذه من جلّة المحدّثين فى القاهرة أمثال شيخ الحفاظ أبى الفضل العراقى والشيخ بدر الدين البشتكى، وفى مكة أمثال جمال الدين بن ظهيرة وتقى الدين الفاسى المذكور فى مصادره، وقد كتب عنه بعض شعره
(١) انظر فى ترجمة برهان الدين وأشعاره المنهل الصافى لابن تغرى بردى (طبع دار الكتب المصرية) ١/ ٧٠ والنجوم الزاهرة ١١/ ١٩٦ وطبقات الشافعية للسبكى ٩/ ٣١٤ - ٣٩٨ و ١٠/ ٣٣١ والدرر الكامنة لابن حجر ٢/ ٣٢ وشذرات الذهب لابن العماد ٦/ ٢٧٠ والعقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين لتقى الدين الفاسى (طبع القاهرة) ٣/ ٢١٧. وله ديوان أسماه مطلع النيرين طبع بمصر سنة ١٢٩٦ هـ ومنه عدة مخطوطات بدار الكتب المصرية.