للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحجة، ويقول القلقشندى إنهم يذهبون مذهب الطبائعية فى قولهم إن الطبائع هى المولّدة، والموت بفناء الحرارة الغريزية كانطفاء السراج بفناء الزيت، ويقول: إنهم زادوا فى البسلة؟ ؟ ؟ أيام الحاكم: باسم الحاكم الله الرحمن الرحيم، ثم جعلوها باسم الله الحاكم الرحمن الرحيم. ولهم دعية خاصة يتجهون بها إلى ربهم، من ذلك ما نقله الدكتور محمد كامل حسين من رسالة البلاغ والنهاية فى التوحيد لحمزة بن أحمد من مثل: «سبحان مولانا جلّ ذكره عن إحاطة الأشياء به وعز سلطانه عن حكومة الألسن والأوهام عليه لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون».

على أنه ينبغى أن نعود فنذكر أن عقيدة الدروز أصابها بعض التعديل فى فروعها بما يتلاءم والإسلام ومن أهم من عملوا على ذلك عبد الله التنوخى الملقب بالسيد المتوفى سنة ٨٨٤ وقد حاول العودة بهم إلى مذهب الجماعة.

(د) الإسماعيلية (١) النزارية أو الفداوية أو الحشاشون

مرّ بنا فى الحديث عن التشيع بإيران فى الجزء الخامس من تاريخ الأدب العربى أن داعية من دعاة الحركة الإسماعيلية الفاطمية بإيران هو الحسن بن الصبّاح زار مصر لعهد المستنصر (٤٢٧ - ٤٨٧ هـ‍) وسأله من الخليفة بعدك؟ فقال له: ابنى نزار، فعاد إلى إيران يدعو للمستنصر وابنه نزار، واستطاع مع طائفة من أتباعه أن يستولى على قلعة «ألموت» الجبلية الشاهقة، واتسعت دعوته حتى ضم إليه قلاعا وحصونا كثيرة بإيران وبعض بلدانها فى قزوين وطبرستان. وكانت الأمور تتطور بالقاهرة فتوفى المستنصر ورأى الأفضل بن بدر الجمالى أن لا يولى نزارا بعده وإنما يولى أخاه المستعلى. وبذلك انقسمت الإسماعيلية الفاطمية قسمين: قسما عربيا فى مصر والشام بيده مقاليد الحكم يدعو للمستعلى وقسما شرقيا فى إيران يمثله الحسن بن الصباح يدعو لنزار.

واستطاع الحسن بن الصبّاح أن يحول فرقته أو طائفة كبيرة منها إلى فرقة إرهابية مهمتها اغتيال خصوم الدعوة من حكام الأقاليم والدول ووزرائهم ومن العلماء والفقهاء المناوئين لها، وكان ممن اغتالوه الوزير السلجوقى العظيم نظام الملك سنة ٤٨٤. ومن أجل ذلك أطلق على اسم هذه الفرقة


(١) انظر فى هذه الفرقة وقلاعها بالشام ونشأتها صبح الأعشى ١/ ١٢١ و ٤/ ١٤٦ و ١٧٩ ورحلتى ابن جبير وابن بطوطة وتاريخ الشعوب الإسلامية لبروكلمان ص ٢٨٢. ٣٥٥، ٣٦٦ وكتاب طائفة الإسماعيلية: تاريخها. نظمها. عقائدها للدكتور محمد كامل حسين.

<<  <  ج: ص:  >  >>