للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتوفى يزيد بن معاوية، وتموج الفتنة بالعراق، فيفر ابن زياد إلى الشام وتخلص الكوفة للمختار الثقفى فيتحول إليه ابن الزّبير يتوعده ويتهدّده بكتائب المروانيين. ويغلب مصعب على الكوفة ويؤتى به أسيرا، فيمنّ عليه ويصله ويحسن إليه، فيمدحه، ولكنه لا ينتقل بولائه إلى أخيه عبد الله، إذ نراه يهجوه حين يبلغه قتله لبعض شيعة بنى أمية، وله يقول:

أيها العائذ فى مكة كم ... من دم أهرقته فى غير دم

أيد عائذة معصمة ... ويد تقتل من حلّ الحرم

ولما قضى عبد الملك على مصعب، وخلص له العراق، وأرسل الحجاج للقضاء على ابن الزبير بمكة مضى ينذره بسوء المصير قائلا:

كأنى بعبد الله يركب ردعه ... وفيه سنان زاعبىّ محرّب (١)

وقد فرّ عنه الملحدون وحلّقت ... به وبمن آساه عنقاء مغرب (٢)

تولّوا فخلّوه فشال بشلوه ... طويل من الأجذاع عار مشذّب (٣)

بكفّى غلام من ثقيف نمت به ... قريش وذو المجد التّليد معتّب

ويلزم بشر بن مروان فى ولايته على العراق، ويمدحه مدائح كثيرة وقد توفّى فى خلافة عبد الملك، ويظهر أنه لم يعش طويلا بعد بشر، ويقال إنه عمى بأخرة، ويقول أبو الفرج إنه كان هجاء يرهب شره.

عدى (٤) بن الرّقاع

من عاملة إحدى قبائل قضاعة، كان منزله بدمشق، وهو بذلك يسلك فى حاضرة الشعراء. وكان مقدّما عند بنى أمية-كما يقول أبو الفرج مدّاحا


(١) يقال ركب ردعه: إذا سقط قتيلا يتشخب دمه. والزاعبية: ضرب من الرماح. محرب: محدد.
(٢) يقال عنقاء مغرب على الوصف وبالإضافة يقصد حوم الطير على أشلائهم.
(٣) الشلو: الجسد. شال به: رفعه أى أنه صلب على جذع طويل. مشذب: مصلح مقوم.
(٤) انظر فى ترجمة عدى وأخباره وأشعاره أغانى (طبع دار الكتب) ١/ ٢٩٩ وما بعدها و ٩/ ٣٠٧ وما بعدها و (طبع الساسى) ١٧/ ١٦٥ والطبرى ٥/ ٢ والشعر والشعراء ٢/ ٦٠٠ وابن سلام ص ٣٢٤، ٤٣٥، ٥٥١، ٥٥٨ ومعجم الشعراء للمرزبانى ص ٨٦ والاشتقاق ص ٣٧٥ والموشح ص ١٩٠ والطرائف الأدبية (طبع لجنة التأليف) ص ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>