للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهم، خاصّا منهم بالوليد بن عبد الملك. ونراه يشترك فى مخاصمات أشراف قبيلته لعهد يزيد بن معاوية. ولما أشرعت الأسنة بين القبائل اليمنية وقيس فى الشام ناصر قومه وبنى أمية. ونراه مع عبد الملك فى حربه لمصعب بن الزبير، وله يمدحه مفاخرا بنصرتهم له:

لعمرى لقد أصحرت خيلنا ... بأكناف دجلة للمصعب (١)

يهزّون كلّ طويل القنا ... ة ملتئم النّصل والثّعلب (٢)

تقدّمنا واضح وجهه ... كريم الضرائب والمنصب (٣)

أعين بنا ونصرنا به ... ومن ينصر الله لم يغلب

ولا نكاد نمضى فى عصر الوليد بن عبد الملك حتى نجده يقربه منه ويتخذه شاعره الرسمى، حتى ليعليه على جرير فى بعض مجالسه، ويثور جرير، ويهجوه، فيتدخل الوليد ويتهدده إن عاد إلى هجائه. ويظل فى رعايته يصفيه مدائحه، ويتغنى له فيها المغنون، ومما غنّى له ابن سريج فيه قوله:

صلّى الذى الصّلوات الطيّبات له ... والمؤمنون إذا ما جمّعوا الجمعا

هو الذى جمع الرحمن أمّته ... على يديه وكانوا قبله شيعا

إن الوليد أمير المؤمنين ... ملك عليه أعان الله فارتفعا

وقوله:

صلّى الإله على امرئ ودّعته ... وأتمّ نعمته عليه وزادها

أولا ترى أن البريّة كلّها ... ألقت خزائمها إليه فقادها (٤)

ولقد أراد الله إذ ولاّكها ... من أمّة إصلاحها ورشادها

أعمرت أرض المسلمين فأقبلت ... ونفيت عنها من يروم فسادها


(١) أصحرت: برزت
(٢) الثعلب: رأس الرمح
(٣) الضرائب: الطباع
(٤) الخزائم: جمع خزامة. وهى البرة يخزم بها البعير فى أنفه. كنى بذلك عن الانقياد والطاعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>