القشيرى وابن الصفّار المحاربى، وأخذ كل فريق يريش سهامه من الوعيد والتهديد والتخويف الشديد، فالتهب الهجاء والفخر التهابا.
ومضى كثير من شعراء القبائل فى هذه الأنحاء بعد أن عاد السلام إلى نصابه يمدحون الخلفاء والولاة طلبا للنوال، يتقدمهم فى ذلك الأخطل والقطامى وأعشى تغلب وأعشى بنى شيبان ونابغتهم، وكما كانوا يقصدون الولاة والخلفاء كانوا يقصدون الأجواد من الأمويين وغيرهم.
[٣ - الكوفة والبصرة]
لما أقبل العرب من الجزيرة على العراق يفتحون وينشرون الإسلام واتسعت بهم الفتوح لعهد عمر بن الخطاب رأى أن لا يتخذوا المدن القديمة منازل لهم حتى لا يتلاشوا فيها، وأمر بثاقب بصيرته أن يبنى لهم معسكران على حدود الجزيرة الشرقية، حتى يظل اتصالهم بالجزيرة، وحتى لا ينساحوا فى البلاد المفتوحة. وهذان المعسكران اللذان كانا مادة الجيوش المحاربة فى عصر صدر الإسلام والعصر الأموى جميعا سواء فى فارس أو فى خراسان هما الكوفة والبصرة.
وقد خطّطت الكوفة فى سنة سبع عشرة للهجرة، ونزلت القبائل اليمبنية فى شرقيّها والعدنانية فى غربيها، ولم تلبث أن حشدت حسب أنسابها فى سبع خطط، خطة أو سبع لكنانة وخلفائها وجديلة، وخطة أو سبع لقضاعة وغسّان وبجيلة وخثعم وكندة وحضرموت والأزد، وخطة أو سبع لمذحج وحمير وهمدان وحلفائهم، وخطة أو سبع لتميم وسائر الرّباب وهوازن، وخطة أو سبع لأسد وغطفان ومحارب والنّمر وضبيعة وتغلب، وخطة أو سبع لإياد وعكّ وعبد القيس وأهل هجر الحمراء. ولم يذكر الطبرى السبع السابع (١)