للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - ابن قتيبة (١)

هو أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينورى، ولد سنة ٢١٣ للهجرة ببغداد وقيل بالكوفة، أصله فارسى أو تركى من مرو بخراسان، ومن ثم نسب إليها، فقيل المروزى، اختلف فى صباه إلى الكتّاب، فحفظ شيئا من القرآن الكريم والحديث النبوى والأشعار وشدا شيئا من الفقه والنحو والحساب، ولم يكد يشبّ عن الطرق حتى أخذ يختلف إلى المساجد الجامعة بموطنه بغداد يأخذ عن علمائها كل ما عندهم من علوم اللغة والشريعة والحديث، وعكف على المترجمات يقرأ فيها ويستوعب، وخاصة ما ترجم عن الفارسية، ولمع اسمه فى بيئة الفقهاء، فتولّى القضاء بدينور، ولذلك يقال له الدّينورى. وعاد إلى بغداد مؤثرا الاشتغال بالتدريس والتعليم حتى توفى سنة ٢٧٦ للهجرة. وقد أكبّ على كتب الجاحظ يدرسها ويتمثلها، مع أنهما كانا على طرفى نقيض، فقد كان الجاحظ معتزليّا كما مرّ بنا، وكان ابن قتيبة سنّيّا، وله كتابان: مشكل القرآن وتأويل مختلف الحديث، وفيهما وخاصة فى الثانى يحمل على الجاحظ والمعتزلة حملات شعواء، وهما منشوران. وله بجانبهما كتب كثيرة منها كتاب فى الفقه وكتاب فى دلائل النبوة وغريب القرآن وكتب غيرهما كثيرة فى مختلف الميادين سقطت من يد الزمن. ومن كتبه المنشورة المعارف وفيه يتحدث عن مبدأ الخلق وقصة الطوفان نقلا عن ترجمة للتوراة، ويعقب ذلك بتاريخ الأنبياء والرسل والعرب الجاهليين وسيرة الرسول عليه السلام، ثم أخبار موجزة عن العلماء فى كل فن وعن الفرس قبل الإسلام. وله كتاب الأشربة وهو منشور بدمشق وكتاب الميسر والقداح وهو منشور بالقاهرة وكتاب الاختلاف فى اللفظ والرد على الجهمية والمشبّهة وهو منشور أيضا بالقاهرة ونشر


(١) انظر فى ابن قتيبة الفهرست ص ١٢١ والأنساب للسمعانى الورقة ٤٤٣ وتاريخ بغداد ١٠/ ١٧٠ وإنباه الرواة للقفطى ٢/ ١٤٣ ونزهة الألباء (نشر دار نهضة مصر) ص ٢٠٩ وابن خلكان والنجوم الزاهرة ٣/ ٧٥ والديباج لابن فرحون طبع القاهرة ص ٣٥ وشذرات الذهب ٢/ ١٦٩ ومرآة الجنان لليافعى ٢/ ١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>