للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الصمد (١) بن المعذّل

من قبيلة عبد القيس، ومولده ومنشؤه بالبصرة، وهو من بيت شعر، كان جده غيلان بن الحكم شاعرا، ويروى أن محمد بن سليمان العباسى كان يستخدمه فى ولايته البصرة على بعض أعشارها، فظهرت منه خيانة فعزله وأخذ ما خانه فيه، فقال حماد عجرد يهجوه بهذين البيتين اللذين أنشدناهما فى غير هذا الموضع:

ظهر الأمير عليك يا غيلان ... إذ خنته إن الأمير معان

أمع الدّمامة قد جمعت خيانة ... قبح الدّميم الفاجر الخوّان

وكان ابنه المعذل شاعرا مجيدا، وقد أسلفنا ما نشب بينه وبين أبان بن عبد الحميد من هجاء كانا يتعابثان به، ومن طريف ما ينسب إليه من شعر قوله:

وإنى لصبّار على ما ينوبنى ... وحسبك أن الله أثنى على الصّبر

وأم عبد الصمد أم ولد يقال لها الزرقاء، وكان له أخ يسمى أحمد كان شاعرا أيضا، يقول أبو الفرج: «كان عفيفا ذا مروءة ودين وتقدم فى المعتزلة». وفى أشعار عبد الصمد ما يدل على أنه كان يختلف إلى حلقات الرواة واللغويين إذ يقول:

لن تلبسوا منطقى بمشكلة ... إلا عن الأصمعىّ أو خلف (٢)

يريد خلفا الأحمر. وكان على عكس أخيه أحمد فيه لهو ومجون وتعابث، وكان هجّاء خبيث اللسان حتى ليصبح الهجاء عنده كأنه غريزة، فإذا هو يتناول به أخاه، وكان له جاه واسع فى بلدته وعند حكامه لا يقاربه عبد الصمد


(١) انظر فى عبد الصمد وأخباره وأشعاره ابن المعتز ص ٣٦٨ والأغانى (طبعة دار الكتب) ١٣/ ٢٢٦ وما بعدها و ١٤/ ٣٦١ وما بعدها وكتاب الورقة لابن الجراح ص ٣٠ وفوات الوفيات والأوراق للصولى (قسم أخبار الشعراء) ص ٣٩، ٥٣، ١٣٦ والوساطة بين المتنبى وخصومه (طبعة الحلبى) ص ١٢١ و ٣٩١ و ٣٠١.
(٢) لبس الأمر: خلطه.

<<  <  ج: ص:  >  >>