للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كم رضت نفسى بالسلوان فامتنعت ... وكم أضاعوا مواثيق الهوى ورعت

وما نقمت عليهم غدرة فصغت (١) ... ولا أضعت لهم عهدا ولا اطّلعت

على ودائعهم فى صدرى التّهم

وقافية الشطر الأخير مكررة فى الشطر الخامس من كل دور، وواضح أن المسمط خماسى الشطور، وتلقانا أمثلة للمسمطات فى دواوين ابن الساعاتى والصاحب شرف الدين الأنصارى وأيدمر المحبوى زمن الأيوبيين، ومضى الشعراء فى الحقب التالية يكثرون منها وخاصة صلاح الدين الصفدى، ونظل نلتقى بها فى الحقب المتأخرة.

[(ب) الرباعيات]

معروف أن الرباعية أربعة شطور تؤلّف بيتين، وتتحد الشطور: الأول والثانى والرابع فى القافية وقد يتحد مع تلك الشطور الشطر الثالث فى القافية وقد يختلف. وللرباعية وزنان هما:

«فعلن فعلن مستفعلن مستفعلن» و «فعلن متفاعلن فعولن فعلن» وقد أخذت تشيع على ألسنة الشعراء فى هذا العصر وخاصة منذ القرن السادس، نجدها عند ابن قسيم الحموى المتوفى سنة ٥٤١ للهجرة وعند عرقلة المتوفى سنة ٥٦٧ وفى خاتمة ديوانه منها اثنتا عشرة رباعية، منها قوله:

ويلاه على المهفهف الميّاس ... ما أحسنه ولو بقلب قاس

يهتزّ كأنه قضيب الآس ... سكران ولم يذق حميّا الكاس

وذكر ابن خلكان أنه كان للعماد الأصبهانى ديوان صغير جميعه دوبيتات أو رباعيات، وطائفة فيها كانت بلسان نور الدين فى الحث على جهاد حملة الصليب وتمزيق جموعهم، من مثل قوله (٢):

لا راحة لى فى العيش إلا أغزو ... سيفى طربا إلى الطّلى يهتزّ (٣)

فى ذلّ ذوى الكفر يكون العزّ ... والقدرة فى غير جهاد عجز


(١) صغت: مالت
(٢) الروضتين فى أخبار الدولتين لأبى شامة (طبع مطبعة وادى النيل) ١/ ٢٠٧.
(٣) الطلى: جمع طلاة أو طلية: العنق أو صفحته.

<<  <  ج: ص:  >  >>