التوزيع لأن العلماء كانوا غالبا موسوعيين، ولذلك كثيرا ما يقال عن العالم إنه فقيه محدث متكلم نحوى، وتحار أى مجموعة من العلماء تضعه فيها، أو يقال مثلا إنه جامع لأنواع العلوم من تفسير وحديث وفقه وأصول ونحو ولغة، ومع ذلك سنحاول هذا التوزيع لندل على أن النشاط كان متسعا فى مختلف العلوم.
[(هـ) القراء والمفسرون والمحدثون والفقهاء]
أول من يلقانا من علمائهم قراء الناشئة ويعدون بالعشرات إن لم يكن بالمئات من مثل محمد بن أبى بكر من ولاته المتوفى فى القرن الثانى عشر الهجرى وكان ملازما لإقراء الناشئة، صوفى النزعة. ومن أئمة القراءات عبد الله بن أبى بكر التنواجيوى رحل إلى أحمد الحبيب اللمطى السجلماسى وقرأ عليه السبع وكان يدرس لطلابه الشاطبية ويفسرها لهم توفى سنة ١١٤٥ هـ/١٧٣٢ م ومن تلاميذه عمر بن أحمد الإيدلبى كان قارئا بالسبع، توفى سنة ١١٥٢ هـ/١٧٣٩ م وظلت إمامة القراءات فى بيت التنواجيويين واشتهر بالإمامة فيها الشيخ أحمد بن محمد التنواجيوى المتوفى سنة ١٢١٠ هـ/١٧٩٥ م وكانت أكثر عبادته إقراء القرآن، وقد أخذ القراءات السبع عن محمد بن عبد الله التنواجيوى.
ويذكر كثيرا عن هذا العالم أو ذاك أنه كان يفسر القرآن الكريم بجانب ما كان يلقى على طلابه من دروس فى الفقه أو فى النحو أو فى علم الكلام أو فيها جميعا، وكثيرا ما يذكر مع المحدثين أنهم كانوا يعنون بتفسير الذكر الحكيم، واشتهر منذ النصف الأول من القرن الحادى عشر الهجرى محمد بن سعيد اليدالى الديمانى بتفسير قيم لكتاب الله العزيز فى مجلدين سماه «الذهب الإبريز على كتاب الله العزيز». ويلقانا بعده المختار الكنتى وتفسيره للبسملة ولسورة الفاتحة.
ونلتقى بكثير من أئمة الحديث مثل محمد بن الحاج عثمان الجمانى فى النصف الأول من القرن الحادى عشر وهو تلميذ نور الدين الأجهورى شيخ المالكية فى مصر، ومن أئمة المحدثين عمر بن محمد بن عبد الله المحجوبى المتوفى سنة ١٠٧٠ هـ/١٦٥٠ م وله فى صحيح البخارى سند يصله بمؤلفه وله مصنفات كثيرة منها مقدمة فى الفقه فأرجوزة فى علم الكلام، ومنهم سيد عثمان بن عمر المتوفى سنة ١١٢٨ هـ/١٧١٦ م بولاته، وكان يقرئ صحيحى البخارى ومسلم وموطأ مالك وفيها جميعا وفى كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضى عياض أجيز بروايتها جميعا من جلة العلماء فى مصر والمدينة المنورة وموريتانيا. ومنهم عمر بن باب وكان يقرأ صحيح البخارى فى المسجد وسنذكره بين النحاة. ومنهم محدث مدينة أروان أحمد بن البشير حامل روايات صحيحى البخارى ومسلم والشفاء، وكان يضيف إلى الحديث