للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووقعتك يا أمير قوصون ... ما كانت الا كدّابه

ويبدو أن المصريين حاكوا فن القوما العراقى أيضا، إذ نرى الجبرتى فى الحقبة العثمانية يتوقف مرارا ليقول إن هذا الشاعر أو ذاك كان ينظم فى الزجل والقوما والكان وكان والمواليا والبلّيق (١).

ونقف قليلا عند بعض أصحاب هذا الشعر الشعبى العامى.

إبراهيم (٢) المعمار

هو جمال الدين إبراهيم بن على المعمار، يقول فيه صاحب فوات الوفيات: «إبراهيم الحائك وقيل المعمار وقيل الحجار عامى مطبوع تقع له التوريات المليحة المتمكنة لا سيما فى الأزجال والبلاليق» ويقول الصفدى: «عامى مطبوع تقع له التوريات المليحة المتمكنة المطبوعة الجيدة ولا سيما فى الأزجال والبلاليق، بحيث إنه فى ذلك غاية لا تدرك، أما المقاطيع الشعرية فإنه يقعد به عنها مراعاة الإعراب وتصريف الأفعال» ويقول ابن تغرى بردى: «كان ذكى الفطرة قوى القريحة لطيف الطبع» ويقول ابن حجر: «كان يلزم القناعة ولا يتردد إلى أحد من الأكابر إلى أن مات فى الطاعون سنة ٧٤٩ ومن قوله فيه قبل موته.

قبّح الطاعون داء ... فقدت فيه الأحبّه

بيعت الأنفس فيه ... كلّ إنسان بحبّه

وفى كلمة «حبة» تورية واضحة لأن الطاعون يصحبه دمّل كبير، وله توريات كثيرة كما قال من ترجموا له، من ذلك قوله:

يا قلب صبرا على الفراق ولو ... رميت ممن تحبّ بالبين

وأنت يا دمع إن ظهرت بما ... يخفيه قلبى سقطت من عينى

وفى كلمة «سقطت من عينى» تورية إذ لا يريد معناها القريب وهو تحدر الدمع من عينه وإنما يريد معناها المعروف فى العامية إلى اليوم وهو أنه ضاع ولم تعد له مكانة. وكان الناصر بن قلاوون


(١) انظر الجبرتى ١/ ٢٩٠.
(٢) انظر فى المعمار وترجمته وأشعاره فوات الوفيات ١/ ٥٥ والنجوم الزاهرة ١٠/ ٢١٢ والمنهل الصافى ١/ ١٧٤ والوافى ٦/ ١٧٣ والدرر الكامنة لابن حجر ١/ ٥٠ وتاريخ ابن إياس فى مواضع متفرقة وخزانة الأدب ص ٣٨٥. وله زجل ماجن فى كتاب عقود اللال للنواجى

<<  <  ج: ص:  >  >>