للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكتاب المفتاح كتب له أن يذيع بين علماء البلاغة وأن يكتبوا له كثيرا من الشروح بحيث أصبح محور الدراسة للبلاغة وفنونها شرقا وغربا منذ زمنه إلى اليوم. وعنى ببسط قضايا علوم البلاغة:

المعانى والبيان والبديع فى كتاب ثان له سماه الإيضاح، وله نفس الشهرة التى حظى بها تلخيصه.

ويصنّف ابن قيم (١) الجوزية الدمشقى المتوفى سنة ٧٥١ كتابه «الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلوم البيان» وفيه يتحدث عن الفصاحة والبلاغة وفنون البيان والمعانى والبديع. وتنقص الكتاب دقة الترتيب والتبويب. وكان يعاصره الصفدى المتوفى سنة ٧٦٤ وسنترجم له بين المورّخين، وعنى بثلاثة فنون من فنون البديع: الجناس وله فيه كتاب جنان الجناس وهو مطبوع، والتورية والاستخدام وله فيهما كتاب فض الختام فى التورية والاستخدام وبدار الكتب المصرية مخطوطة منه. ونصبح فى زمن تأليف البديعيات وشروحها وهى قصائد فى مديح الرسول صلى الله عليه وسلم يتضمن كل بيت فيها محسنا من محسنات البديع. وينظم ابن حجة الحموى المتوفى سنة ٨٣٧ بديعية فى مائة واثنين وأربعين بيتا أحصى فيها محسنات البديع، وقد بلغت عنده نحو مائة وأربعين محسنا وشرحها شرحا مفصلا سماه بحق خزانة الأدب، إذ يشتمل على نظرات تحليلية نقدية وبلاغية كثيرة تتصل بالشعر والشعراء وخاصة فى زمن الأيوبيين والمماليك، بحيث يصبح مصدرا مهما لمن يكتبون عن الأدبين المصرى والشامى فى تلك الحقب، مع منتخبات بديعة للشعراء والكتّاب تدل على ذوق أدبى مرهف، وسنترجم له بين الكتّاب. وظل نشاط البديعيات متصلا أيام العثمانيين، ولعبد الغنى النابلسى الذى سنترجم له فى غير هذا الموضع بديعيتان (٢) ومع كل بديعية شرح خاص بها.

[٤ - علوم القراءات والتفسير والحديث والفقه والكلام]

أخذت الشام تعنى بقراءة الذكر الحكيم منذ دخلها الإسلام مع الأفواج الأولى من الصحابة، ومن أهم قرائها فى الصدر الأول أبو الدرداء قاضى دمشق المتوفى سنة ٣٢ للهجرة وكان إذا صلّى الغداة فى جامع دمشق اجتمع الناس للقراءة عليه. ومرّ بنا ذكر ذلك وأنه كان


(١) راجع فى ابن القيم الدرر الكامنة لابن حجر ٤/ ٢١ والبدر الطالع ٢/ ١٤٣ والنجوم الزاهرة ١٠/ ٢٤٩ وطبقات الحنابلة للشطى ص ٦١ وكتابنا «البلاغة: تطور وتاريخ» ص ٣١٩
(٢) انظر الحديث عنهما فى كتابنا البلاغة: تطور وتاريخ ٣٦٤ وما بعدها

<<  <  ج: ص:  >  >>