للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قائلين وحق النور وما نشأ منه. وواضح أنه تختلط بعقيدتهم عناصر فارسية كعنصر النور وعناصر مسيحية كعنصر قداس الخمر والطعام وهو شبيه بالعشاء الربانى، ويروون عن الرسول صلّى الله عليه وسلم أنه قال لعلى: «لولا أن يقول الناس فيك ما قالوا فى عيسى لقلت فيك مقالا» وهو حديث موضوع.

ويقول النوبختى فى فرق الشيعة وابن فضل الله فى التعريف إنهم يحلّون المحارم، ولهم كتاب مقدس يخفونه عن الناس كما يخفون عقيدتهم ولا يبيحون لأحد منهم أن يذيع شيئا من مبادئها وأسرارها المصونة عندهم. ويقول الشهرستانى إنهم يقولون بأن عليا كان موجودا قبل خلق السموات والأرض، وأن الإله ظهر بصورته وخلق بيديه وأمر بلسانه. ولكل ما سبق قال جولد تسيهر: «تغلب على تلك الفرقة أفكار وعقائد وثنية» ويقول «إن إسلامها إسلام اسمى فحسب». ونظن ظنا أن استيلاء الفاطميين على الشام ونشر دعاتهم لنحلتهم الغالية المفرطة فى الغلو هناك. ثم ما كان من انشغال الأيوبيين بحربهم لحملة الصليب، كل ذلك كان سببا فى اتساع حركتهم حتى إذا كان عهد الناصر بن قلاوون رأيناه يكتب فى سنة ٧١٧ للهجرة إلى ولاته فى الشام أن يأخذوا على أيديهم، ويأمروهم أن يعمروا فى كل قرية من قراهم مسجدا وأن يمحوا منها الخمور وكل ما يتصل بالآثام، وصدعت قراهم لأمره.

(ج‍) الدروز (١)

الدروز فرقة شيعية تفرعت عن الفرقة الإسماعيلية الكبرى، آمنت بأن التجسّد الإلهى حلّ فى الحاكم بأمر الله (٣٨٦ - ٤١١ هـ‍) أسسها أو أنشأها بالشام داع إسماعيلى أعجمى من دعاة الحاكم يسمى محمد بن إسماعيل الدرزى، وكان من غلاة الدعاة الباطنية يؤمن بالتناسخ، فأغوى الحاكم على ادعاء هذا التجسد، وصنّف له كتابا ذكر فيه أن روح الله ما زالت تنتقل من رسول إلى رسول، وبعد النبى صلّى الله عليه وسلم انتقلت إلى على بن أبى طالب وتناسخت فى الأئمة من أبنائه حتى انتهت إلى الحاكم، فهو ليس بشرا، إنما هو لاهوت تجسد فى الناسوت. وعلمت الرعية فى مصر بما يوسوس له الدرزى فصممت على قتله، وأنقذه منها الحاكم وقال له اخرج إلى الشام وانشر دعوتك فى الجبال فإن أهلها سريعو الانقياد، فخرج إلى الشام ونزل فى قبيلة تنوخ بوادى التيم من


(١) راجع فى الدروز صبح الأعشى ١٣/ ٢٤٨ وكتاب طائفة الدورز: تاريخها وعقائدها للدكتور محمد كامل حسين وجولد تسيهر ص ٢١٦

<<  <  ج: ص:  >  >>