وخلفه ابنه فتوح، وفى أيامه ظهرت لمتونة فى أطراف البلاد بقيادة عبد الله بن ياسين، وخافها فترك مدينة فاس عاصمته لمعنصر بن حماد المغراوى سنة ٤٥٤ هـ/١٠٦٢ م وافتتحها يوسف بن تاشفين سلما، وعاد معنصر فتغلب عليها وخلفه ابنه تميم، وزحف إليها يوسف بن تاشفين وافتتحها نهائيا سنة ٤٦٢ هـ/١٠٦٩ م.
وأما سجلماسة فإن جوهرا الصقلى حين افتتحها ولّى عليها مبادر بن زيرى إلى أن توفى فى سنة ٣٥٧ هـ/٩٦٧ م فتولاها ابنه يصليتن الزناتى، واستطاع الأمويون فى قرطبة أن يجذبوا إليهم قبيلة مغراوة وكبيرها حزرون بن فلفول، فزحف إليها باسمهم سنة ٣٦٦ هـ/٩٧٦ م واستولى عليها وأقام بها الدعوة لهم، وعقد له المنصور بن أبى عامر حاجب الخليفة الأموى المؤيد ومدبّر دولته عليها وعلى جميع أعمالها هى ومدينة درعة، وظلت فى أسرته المغراوية، وتملكها ابنه مسعود سنة ٤٠٠ هـ/١٠٠٩ م وغلب على جميع أعمالها هى ودرعة حتى توفى سنة ٤١٣ هـ/١٠٢٢ م وخلفه ابنه محمد لمدة قصيرة إذ توفى سنة ٤١٧ هـ/١٠٢٦ م ووليها بعده ابنه مسعود. وكان أمر لمتونة وشيخها الكبير عبد الله بن ياسين قد شاع فى البلاد ودانت له جميع الصحراء وبلاد السودان فكتب إليه فقهاء سجلماسة أن يغزوها ليرفع عنها العسف والجور ويطهرها مما بها من المنكرات، ولبّاهم والتقى بمسعود وجموعه وهزم وقتل فى المعركة سنة ٤٤٧ هـ/١٠٥٥ م ودانت سجلماسة ودرعة للشيخ ابن ياسين بالولاء والطاعة، فجعل عليها عاملا من لمتونة وانصرف إلى الصحراء.
٤ -
المرابطون-الموحدون-بنومرين
(أ) المرابطون (١)
المرابطون صنهاجيون بدو كانوا يتنقلون وراء أنعامهم فى الرمال الصحراوية المترامية بين جنوبى المغرب الأقصى وقبائل إفريقية المدارية السوداء حتى السنغال وغيرها من بلاد السودان ونفس كلمة السنغال خير شاهد على ذلك إذ هى تحريف لكلمة صنهاجة على لسان البرتغاليين، حين وصلوا إلى سواحلها فسموها Senhagal ثم أصبحت Senagal وظلوا دهورا منتبذين العمران يعيشون على الأنعام وألبانها ولحومها، واتخذوا اللثام على وجوههم شعارا لهم بين
(١) انظر فى دولة المرابطين روض القرطاس فى أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس ص ١١٩ وما بعدها وابن عذارى فى الثالث (طبع باريس) والرابع طبع بيروت وأعمال الاعلام لابن الخطيب ٣/ ٢٢٥ وتاريخ ابن خلدون ٦/ ١٨١ وما بعدها والاستقصاء فى أخبار دول المغرب الأقصى للسلاوى وتاريخ الأندلس فى عهد المرابطين والموحدين ليوسف إشباخ ترجمة محمد عبد الله عنا؟ ؟ ؟ وقيام دولة المرابطين للدكتور حسن محمود (طبع القاهرة) وكتاب وصف إفريقيا للحسن الوزان.