للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعتبارا، وتعاهدهم برحمته صغارا وكبارا، نحمده حمد من يرجو له وقارا، ونبرأ ممن عانده استكبارا، وألحد فى آياته سفاهة واغترارا، وصلّى الله على سيدنا محمد الشريف نجارا، السامى فخارا، رفع الله من شريعته للأمة منارا، وأطفأ برسالته للشّرك نارا، حتى علا الإسلام مقدارا، وعزّ جارا ودارا، وأذعن له الكفر اضطرارا، واستسلم ذلّة وصغارا، فمضى وقد ملأ البسيطة أنوارا، وعمّها بدعوته أنجادا وأغوارا، وأوجب لولاة العهد بعده طاعة وائتمارا. فجزى الله أفضل ما جزى نبيّا مختارا، ورسولا اجتباه اختصاصا وإيثارا، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين آثارا واختبارا، وعلى أصحابه الكرام مهاجرين وأنصارا، صلاة نواليها إعلانا وإسرارا، ونرجو بها مغفرة ربّنا إنه كان غفارا»

وواضح أن ابن عميرة التزم فى سجع هذه القطعة التى استهل بها البيعة حرف الراء، وهو جانب يشيع شرقا وغربا حتى لنجد الرسالة يختار لها أحيانا حرف بعينه، وكان الحريرى قد ابتدأ ذلك برسالتين التزم فى إحداهما السين وفى الثانية الشين، فأخذ الحصكفى وبعض الكتاب فى الشرق يحاكيه فى هذا الصنيع، وبالمثل أخذ بعض الكتاب فى الأندلس يحاكونه فيه ببعض رسائلهم الشخصية دلالة منهم على مهارتهم الفنية، وسنعود إلى الحديث عن هذا الجانب فى عرضنا للرسائل الشخصية عند ابن عميرة وغيره من الكتاب. وله فصول وكلمات وعظية على طريقة ابن الجوزى كما ذكر ذلك ابن عبد الملك فى ترجمته له بكتابه «الذيل والتكملة، وله مؤلفات مختلفة منها تعليقات على كتاب المعالم للفخر الرازى وتعقيب على كتاب التبيان فى البلاغة لابن الزملكانى، ومنها كتاب فى تاريخ ثورة المريدين على دولة المرابطين وكتاب عن كائنة ميورقة واستيلاء ملك أراجون عليها. وبالخزانة العامة بالرباط مخطوطتان من رسائله.

لسان (١) الدين بن الخطيب

أكبر كتاب غرناطة والأندلس فى أزمنتها الأخيرة، وهو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سعيد، ولد سنة ٧١٣ للهجرة لأسرة يمنية بلوشة على نهر شنيل بالقرب من غرناطة، وكان أبوه من أهل العلم والأدب، فعيّن بدواوين غرناطة عند أمرائها بنى


(١) انظر فى ترجمة لسان الدين التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا وغربا (طبع لجنة التأليف والترجمة والنشر) ص ١٥٥ وما بعدها وصبح الأعشى للقلقشندى ٦/ ٥٣٦ وتاريخ ابن خلدون ٧/ ٣٣٢ وأزهار الرياض ١/ ١٨٦ وما بعدها والجزءين الخامس والسادس من نفح الطيب وكتاب الاستقصا للسلاوى (طبع الدار البيضاء) ٤/ ١٢ وفى مواضع متفرقة وراجع كتابه: أعمال الأعلام: =

<<  <  ج: ص:  >  >>