للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على لؤلؤ صغير الحب، وأمامها جزر قرقنة ويشتهر سكانها بصيد الإسفنج. وإذا سرنا نحو الجنوب لقيتنا مدينة قابس متوسطة خليجها ويصاد فيه الإسفنج أيضا بكثرة، ويكثر بها النخيل والعيون الجارية، ويقول البكرى إن اللوز كثير بها وبالمثل جميع الثمار، ويكثر بها التوت، وحريرها أطيب الحرير وأرقه. وإلى الجنوب الشرقى من خليجها جزيرة جربة الكبيرة الخصبة.

وإلى الجنوب منها منطقة نفزاوة المشهورة بواحاتها وتشتهر ناحية طرّة فيها بصنع الزجاج من قديم لوجود الكارتز هناك بكثرة. والأشجار والزروع تحيط بالاقليم التونسى على امتداد سواحله شمالا وشرقا وفى حوض نهر مجردة غربا وفى واحات نفزاوة وشط الجريد. والمنطقة الوسطى وحدها منطقة المراعى وفيها تنتقل القبائل الرحّل.

ومناخ القطر التونسى-فى جملته-مناخ البحر المتوسط دافئ معتدل، ونزول الأمطار بها يختلف كثرة وقلة حسب أنحائها، وهى تكثر فى الشمال شتاء، وتقل قلة شديدة فى الجنوب، وتختلف درجة الحرارة فيها باختلاف البقاع ووقوعها على الجبال وسفوحها وفى السهول الزراعية وبقرب البحر أو فى داخل الصحراء.

٢ - التاريخ (١) القديم

كانت تعيش فى القطر التونسى وغيره من أقاليم المغرب-فى العصور السحيقة-قبائل لا حضارة لها سماها الرومان باسم البربر، وحوالى القرن العاشر قبل الميلاد ارتاد سواحل إفريقيا الفينيقيون بحثا عن مواقع غنية بالخيرات يرسون بها سفنهم للتبادل التجارى، وكانوا شعبا ملاحيا احترف التجارة، وأعجبهم ساحل الإقليم التونسى، فاتخذوا فيه مواقع لإقامات مؤقتة يتبادلون فيها السلع التجارية مع أهله وسكانه. ومع الزمن ومرور دوراته المتعاقبة رأوا أن يقيموا لهم فى ذلك الإقليم مدينة تكون لبعض أسرهم مستقرا كما تكون مركزا ثابتا لمتاجرهم.

وفى تاريخ غير معروف بالضبط هل هو القرن الثامن قبل الميلاد أو قبله أو بعده أسسوا لهم مدينة غربى مدينة تونس الحالية سموها قرطاجة، وأخذت تزداد قوة، وأخذ بحارتها وتجارها ينشئون لهم مراكز تجارية جديدة فى الساحل الإفريقى مثل بجاية وشرشال فى الجزائر وطنجة فى


(١) انظر فى تاريخ الإقليم التونسى القديم خلاصة تاريخ تونس للأستاذ حسن حسنى عبد الوهاب (طبع تونس) والجزء الأول من تاريخ المغرب الكبير للأستاذ محمد على دبوز (طبع مطبعة الحلبى فى القاهرة)

<<  <  ج: ص:  >  >>